الحكومة تختبئ بحجرها الصحي.. وشركات نقل تؤكد "لجريتنا" إيقاف رحلاتها بسبب شح الوقود
«لم يعد لنا قدره على العيش أو التحمل، ورغم مقدرتنا على المشي لكننا نشعر بشلل يشمل كل جوانب حياتنا» هذا ما جاء على لسان خمسيني وقد غطت غبرة شقاه كافة ملابسه، ينتظر بكل شوق أي وسيلة تقله إلى منزله بعد انتظار دام لعدة ساعات.
وتشهد الشوارع السورية جمود في التنقلات لم يسبق له، من يتجول في شوارع العاصمة والمدن الأخرى يجدها فارغة لا تحوي إلا ما قل ونذر من السيارات، ويعود ذلك لأزمة البنزين الخانقة والقرارات الحكومية.
"بحجة" الكورونا أصدرت الحكومة السورية أمس قرارات بإيقاف دوام المدارس والجامعات (الحكومية والخاصة) ودوام الطلاب التابعين لوزارة العدل أيضاً عن الدوام، ليتلوها اليوم إيقاف دوام المديرات التابعة لوزارة السياحة ودوام طلاب مراكز التدريب المهني التابعين لوزارة الأشغال العامة والإسكان، حيث تعمل بقصارى جهدها للتشجيع على "الحجر الصحي" ولكن إن اتبعنا القول المأثور «إِنَّ سوءَ الظَنِّ مِن أَقوى الفِطَن» نرى أن كل هذه الإجراءات ليست إلا غطاء على شح الوقود في البلاد.
وفي غالب الأحيان وبسبب هذه العطلة الطويلة يسافر أهالي المحافظات الأخرى والأرياف ولكن كيف إن كانت الأجور تفوق الجيبة "المبخوشة"!؟.
تبعاً للأزمة المجهولة الأمد "أزمة الوقود" أغلقت معظم شركات النقل في مختلف محطات الانطلاق في المحافظات السورية خطوط الهاتف الخاصة بها وأوقفت الحجز الهاتفي للمتصلين، في حين ألغت الكثير من الشركات رحلاتها المسائية وخففت عددها إلى حد كبير.
الأمر الذي شكل أزمة ضخمة تستغلها بعض الشركات لطلب أسعار خيالية بالرغم من أن المسافات في هذه الرحل لا تتعدى ١٨٠ كيلومتر حيث تبدأ أجور النقل من (10000) وتصل (15000) للراكب الواحد أي إن أراد مواطن أن يسافر مع عائلته المكونة فرضاً من زوجة وطفلين يتكلف (60000) أي ما يعادل الراتب الشهري بحسب متوسط الأجور السورية.
لم تقتصر هذه المشكلة على مدن معينة بل شملت المحافظات السورية كلها ففي تواصل "لجريدتنا" مع مكتب حلب لشركة الأهلية أكد العامل فيه أنهم أوقفوا جميع الرحل في المكتب لسبب عدم توفر الوقود.
كما أخبرنا العشريني أحمد (طالب في كلية الطب البشري) المضطر ليسافر إلى أهله القاطنين في اللاذقية أن تكلفة سفره من دمشق تبلغ (20000) ل.س «هي وما أكلت ولا شربت ولا حسبت التكسي يلي بتوصلني من السكن الجامعي لعند الباص».
حالات كثيرة لا تعد ولا تحصى تختنق من الأزمة التي تشهدها البلاد مع توقف مئات السيارات العامة والخاصة أمام محطات الوقود دون أمل بحل قريب، فيما من جهة أخرى تتفاقم أزمة الكهرباء، فما أن تغرب الشمس مساء حتى تغرق البلاد في ظلام وصمت مخيفين.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: