Wednesday May 1, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الحكومة غير قادرة على تلبية حاجة المواطنين

الحكومة غير قادرة على تلبية حاجة المواطنين

 

د. عمار اليوسف 

وما زلنا وبعد 9 سنوات من الحرب نرى أن إعادة اعمار سوريا تتم من خلال المؤتمرات وورشات العمل ومذكرات التفاهم وعليه فقد فوجئ السوريون جميعاً بانطلاق أعمال المؤتمر الأول للإسكان في سوريا، وكأنه ينقصنا مؤتمرات ومعارض وتنظير للكارثة التي أحاقت بالوطن السوري.

فبعد دمار ما يقارب الثلاثة ملايين مسكن مع ما تم تدميره من البنى التحتية والمدارس والمصانع إلى أخر ما هنالك تخرج علينا الحكومة بما اعتقدته البلسم الشافي للمواطن السوري، وهو هذا المؤتمر حيث اجتمع جهابذة الاقتصاد السوري ليأكدوا أن على المواطن أن يحلم ويحلم بأنه يسكن ضمن مسكن صحي متوافق مع آدميته مؤمن بالماء والكهرباء والصرف الصحي إضافة إلى كامل الخدمات بأسعار بسيطة تتناسب مع دخله المرتفع اساساً ويستيقظ من حلمه ويرى نفسه مقيماً في أحد الاقبية تحت الأرض في بناء على الهيكل يستنزف 90% من دخله الشهري.

مما لا شك فيه أنه وبعد 9 سنوات من الحرب لا بد من حلول إسعافيه للمواطنين لتأمين السكن وأن فكرة مشروع بمائة ألف شقة سكنية للمواطن هو مشروع قد لا ينفذ ضمن التجارب الحقيقية للمؤسسة العامة للإسكان ووزارة الإسكان ولو بعد عشرون عاماً ولقد كان لنا في السكن الشبابي أكبر مثال على ذلك فبعد ما يزيد عن خمسة عشر عاماً على بدء المشروع لم ينفذ منه أكثر من 50% وبشكل سيء سواء بجهة التنفيذ أو جهة الاكساء والأهم من ذلك الرفع غير المقبول للأسعار حيث أصبح قسط الشقة يعادل راتب الموظف إذا لم يكن أكبر منه.

آن لنا أن نخرج من حلقة التفكير الضيق للقائمين على الإسكان في سوريا اللذين يعتبرون أن نجاح مؤتمر بما ورد فيه من خطايات وجعل الغذاء المرافق له هو خطوة في الاتجاه الصحيح لإعادة اعمار سوريا وتأمين السكن للمواطن فالمواطن السوري قبل الحرب كان يمكن أن يحلم بمسكن ولم تكن الحكومة لتؤمن تلك المساكن بأي شكل وان قامت بتأمين المسكن فرضاً فهو يحتاج أي ما يزيد عن عشرون عاماً إضافة إلى الأعباء التي ستثقل كاهل المواطن لتأمين متطلبات هذا المسكن سواء من خلال الجمعيات السكنية أو من خلال المؤسسة العامة للإسكان أو أي جهة إدارية كانت.

وبعد الحرب ونظراً للخسارة غير المسبوقة في البنية الاسكانية لسوريا وتحول جزء كبير من الشعب السوري إلى حالة من النزوح من مناطق سكناهم نتيجة الاعمال الإرهابية والتي حولت مساكنهم إلى ركام أصبحت الحاجة للسكان تقدر بحدود 3 ملايين مسكن على وجه السرعة الأمر الذي لا يمكن تحقيقه ضمن رؤية الحكومة لهذا الأمر والذي لا يمكن أن يتم ضمن مجموعة من المؤتمرات والمعارض واللقاءات التلفزيونية للقول للمواطن أنه سيحصل على مسكن.

بعد أن اثبتت التجارب منذ ما قبل الحرب بسنوات طويلة أن الحكومة غير قادرة على تلبية حاجة المواطنين للمسكن سواء من خلال عدم قدرتها على بناء الأراضي المستملكة وتقديم السكن ومن خلال عدم اصدار المخططات التنظيمية للمدن والبلدات.

أو من خلال غضها النظر عن مناطق السكن العشوائي ليقوم المواطن بتأمين حاجاته الاسكانية بنفسه وضمن مستنقع من الفساد الذي غرق به شاء أو أبى.

وتضخمت هذه المشكلة بعد الحرب وتوقفت الحكومة عن التفكير بموضوع تأمين السكن للمواطنين حتى رأت أن الحل في إقامة هذا المؤتمر الميمون وقد لوحظ أنه سمي المؤتمر الأول للإسكان أي تم وضع رقم له تمهيداً لوجود مؤتمر ثاني وثالث ولربما يصل الرقم إلى العشرين بدون أي اجراء فعلي وحقيقي لتأمين السكن ولتذهب أحلام المواطنين بتأمين المساكن أدراج الرياح ومع الوعود الحكومية.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: