الغلاء أفطر السوريين وأبعدهم عن «الصيام»
«أنا صائم ومتمسك بهذا الفرض الرباني ولكن لا ادفع أولادي للصيام لأنني لا أملك القدرة على سفرة رمضان، لأن أجساد أولادي ستتطلب بعد يوم كامل من الصيام إلى أنواع معينه من الطعام ليتماسك الجسد ويستطيع المقاومة، وانا لا أملك هذه القدرة أبداً»، هذا ما أتى على لسان سائق التكسي أبو محمد عندما ناقشه أحد الركاب على تسعيرة «التوصيلة» قائلاً «لك عمي هاد الزمان غير نفوسنا وعاداتنا ودينا حتى مو قدرانين نتمسك فيه».
ومع الأسف تشهد السوق السورية الرمضانية هذا العام ارتفاعات كبيراً بالأسعار مهما سعت الحكومة لتخفيضها لا تتناسب مع مردود المواطنين، وفي ظل هذا الغلاء المعيشي وارتفاع سعر تكلفة الطبخة الواحدة مهما كانت مكوناتها، حتى أكلة المجدرة «رفيقة المعتر» تخلت عن طبقة الفقراء والتحقت بالأعلى طبقة.
وبحسب الخبير الاقتصادي عمار يوسف أن الأسرة الفقيرة المؤلفة من أربعة أشخاص تدفع تكلفة وجبة إفطارها يومياً في رمضان بحدود 10 آلاف ليرة كد أدنى، لافتاً إلى أن هذه الوجبة عبارة عن صنف واحد وتضم إما البرغل أو الأرز ولا تحتوي على اللحوم، كالمجدرة فأن تكلفتها لأربعة أشخاص حالياً بحدود 10 آلاف ليرة، على حين أن تكلفة أكلة الأرز وبجانبها مرقة من دون أي نوع من اللحوم لأربعة أشخاص بحدود 13 ألف ليرة.
وأشار إلى أن تكلفة وجبة الإفطار في شهر رمضان الحالي لشخص واحد في مطعم ما تكلف نصف راتب موظف مثلاً حسب درجة المطعم.
ومن جهة أخرى قال يوسف " أن الأسعار تعتبر ثابتة ولم تشهد انخفاضاً واضحاً على الرغم من انخفاض سعر الصرف حالياً والذي فقد بحدود 40 بالمئة من القيمة التي ارتفع بها عندما وصل لحدود 5 آلاف ليرة"، مشيراً إلى أن أسعار بعض المواد انخفضت حالياً بين 5 و7 بالمئة في حين أسعار مواد أخرى تعتبر من الحاجيات الأساسية التي يعتمد عليها المواطن خلال شهر رمضان مثل الفروج واللحوم الحمراء والسمون ارتفعت بنسبة تتراوح بين 10 و15 بالمئة على الرغم من انخفاض سعر الصرف.
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: