Thursday May 9, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الغارديان: حكومة دمشق تنتصر وتستعيد دورها

الغارديان: حكومة دمشق تنتصر وتستعيد دورها

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً موسعاً اليوم 30-12-2018، عن آخر تطورات الحرب السورية، الصحيفة البريطانية رأت أن الرئيس السوري بشار الأسد تمكن من إنهاء العام المنصرم بنصر حاسمٍ، إثر قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الانسحاب الكامل من سوريا، وهو القرارالذي صدم ترامب به جنرالاته ودبلوماسييه، فعلى التوازي مع الانسحاب الأمريكي من سوريا، أعادت الإمارات العربية المتحدة فتح سفارتها في دمشق، والتي كانت قد أغلقت في إطار حملة من الضغوط متعددة الجنسيات ضد الحكومة السورية في العام 2012، ثم حذت البحرين حذوها، ومن المتوقع أن تقوم دول أخرى منها الكويت، بإعادة إقامة العلاقات الدبلوماسيةمع دمشق مع بداية السنة القادمة، ويبدو أن جامعة الدول العربية تستعد لإعادة قبول سوريا أيضاً بعد سبع سنوات من تجميد عضويتها.

تأتي هذه التطورات عقب خمسة أشهر شنت فيها القوات الحكومية السورية أكبر وأوسع حملة هجومية ضد الفصائل المسلحة التي تقاتلها، ذلك منذ اندلع التمرد العكسري ضد دمشق عام 2011، مما أعاد سلطة الحكومة المركزية على درعا في الجنوب الغربي للبلاد، وتعتبر درعا مهد التمرد العسكري ضد سلطة الرئيس الأسد، كما كانت آخر معقل صافٍ للمقاتلين السوريين، حيث أزال استسلامها آخر منافس سياسي وعسكري سوري لسلطة حكومة دمشق على الأرض السورية، بالتالي فإن التطورات العسكرية والدبلوماسية خلال الأشهر الستة الماضية لا تترك مجالاً للشك: فقد فاز الأسد بشكل حاسم بالنزاع، ولم يتخل الداعمون السابقون للمتمردين عن تحدي حكومته فحسب، بل أصبحوا جاهزين اليوم لإعادة العلاقات معه.

وفي مقارنةٍ مع وضع نظام صدام حسين اعتبرت الغارديان أن المسلحين المعارضين لسلطة الرئيس الأسد تلقوا ضربة ساحقة، حيث من المستبعد أن يجد الجهاديون الذين يعملون في مناطق شمال غربي البلاد تحت التأثير التركي داعماً أجنبياً لهم، وهو ما يعاكس تماماً ما انتهت إليه حرب تحرير الكويت عام 1991، حيث تجري الريح في الحالة السورية لصالح حكومة دمشق، بينما كانت في الحالة العراقية تجري استراتيجياً على الضد من مصلحة حكومة بغداد.

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ شهر أيلول الماضي، ضاعفت جهودها لمنع الجيش السوري من التوسع إلى شرق البلاد، فيما اعتبرت دمشق وحليفتها إيران هذه المناطق ملاذاً للقوات المعادية التي يمكن أن توطد سلطتها هناك، وأن تتحول إلى الهجوم يوماً ما، لكن بحسب تقرير الغارديان وبالنظر إلى الترتيبات القائمة بين روسيا والولايات المتحدة وتركيا، لم تشن القوات السورية والإيرانية هجوماً على المنطقة، قبل أن يقرر ترامب أخيراً الانسحاب منها.

حيث أنهى قرار ترامب المفاجئ هذه المشكلة ولم يعد الأسد وإيران يواجهان تهديد الوجود الأمريكي لأجل غير مسمى في شرق سوريا.

ويبدو أن الترتيبات الروسية مع تركيا والولايات المتحدة كانت جزءاً من خطة روسية بعيدة المدى، لضمان الاعتراف الدبلوماسي بالدولة السورية مع تراجع الحرب، وقد نجحت موسكو إلى حد كبير في تحقيق ذلك، حيث بدأت خطة موسكو باتصالات مع تركيا منذ صيف عام 2016، بينما ركزت أنقرة طاقاتها على منع وحدات حماية الشعب من بناء دويلة داخل سوريا، وعمل البلدان عن كثب من خلال ما يسمى عملية أستانا في كازاخستان لتهدئة الصراع ومعالجة مخاوف تركيا، كما سعت روسيا إلى إقناع واشنطن بمزايا عملية سياسية مخففة تتركز في الغالب على تشكيل لجنة لتغيير الدستور السوري وإجراء الانتخابات.

لطالما قدمت روسيا نفسها على أنها ثقل موازٍ لإيران في سوريا أمام كل من  الولايات المتحدة وإسرائيل والأنظمة العربية، والفكرة التي غالباً ما كان يتم تداولها في العواصم الغربية والعربية هي أن روسيا وإيران قد تكونا حليفتين قويتين، لكن مقاربتهما للصراع مختلفة، ففي الوقت الذي تريد فيه روسيا تقوية المؤسسات البيروقراطية والعسكرية والأمنية للدولة التي يقودها الأسد، تسعى إيران إلى بناء ميليشيات موالية لها  كما فعلت في العراق.

لكن في الأسابيع الأخيرة، بدا أن جهود كل من الروس والإيرانيين والسوريين اتحدت على الجبهتين الدبلوماسية والعسكرية، مع قيام ترامب بتسليم سوريا إلى روسيا.

 لقد نجحت موسكو في إقناع دول مثل الإمارات العربية المتحدة بالمنطق القائل بأن حكومةً قويةً في دمشق سوف تصبح أقل اعتماداً على إيران وبالتالي أقل امتنانا لها، وسوف تختار دمشق بشكل طبيعي استعادة قرارها المستقل عن القرار الإيراني كما كان قبل عام 2011.

وفي عام 2016 ، اقترحت الإمارات العربية المتحدة تطبيع العلاقات مع دمشق كجزء من خطة لإبعاد الأسد عن إيران، لكن تم تجاهل هذه الخطة من قبل إدارة ترامب، وفي وقت سابق من هذا العام  بدأ كبار المسؤولين الإماراتيين في إعادة النظر في فكرة إعادة العلاقات مع الأسد ، مشجّعين حلفاءها السعوديين والبحرينيين على فعل الشيء ذاته، بناءً على ذلك يتوقع أن تستخدم الدول العربية المؤثرة الآن رأس مالها الدبلوماسي لتمكين دمشق من استعادة السيطرة على سوريا، بينما كانت هذه الدول تعمل في السابق على تمويل المعارضة ضد الأسد.

وكما سبق أن صرح مسؤولون أتراك سابقاً أنهم سيرحبون باستيلاء الجيش الحكومي السوري على المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، أعاد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، يوم الجمعة تصريحاً بنفس الفحوى، فقال:«إن تركيا لن تقوم بأي عمل لاقتحام منبج إذا ما غادر إرهابيو وحدات حماية الشعب المدينة».

وختمت الغارديان تقريرها بأنه منذ سيطرة القوات العسكرية التابعة لحكومة دمشق على مدينة حلب أواخر عام 2016، فقد تراجعت الشكوك بقدرة الأسد على إعادة سيطرته على البلاد، لكن كثيرين من المحللين استمروا بالمقابل بالتشكيك بقدرته على استعادة دور سوريا الاقليمي، الآن ومع تطبيع العلاقات السورية مع كثير من الدول، تبدو استعادة المكانة الاقليمية لدمشق أمراً بالمتناول.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: