الغارديان: الإماراتيون يديرون عمليات تعذيب واغتصاب
تقرير مترجم نشرته صحيفة الغارديان البريطانية:
ترجمة: يارا صقر
إعداد: فارس الجيرودي
يقول شهود عيان إن رجالاً يمنيين تعرضوا للتعذيب والإيذاء، واغتصب آخرون في سجون سرية تديرها الإمارات في المنطقة التي تسيطر عليها جنوب اليمن. وبلغ عدد اليمنيين الذين تعرضوا للعنف والاعتداء في هذه السجون المئات، وفقاً لعدد من الشهود.
وتحدث التقرير عن وصول خمسة عشر ضباطاً إلى سجن "بئر أحمد" في عدن، حيث خبأ هؤلاء وجوههم خلف أغطية الرأس، لكن لهجاتهم دلت بوضوح على أنهم إماراتيون.
بعدها تم توزيع المعتقلين على صفوف، وأمروا بخلع ملابسهم والاستلقاء، ثم قام الضباط بتفتيش التجويف الشرجي لكل سجين ، بدعوى أنهم يبحثون عن هواتف محمولة مهربة.
صرخ الرجال المعتدى عليهم وبكوا، وقال شهود عيان إن الذين قاوموا تعرضوا للتهديد بنباح الكلاب، وضربوا حتى نزفوا دماً.
وتشير المعلومات المتسربة إلى أن سوء المعاملة والتعذيب الجنسي، متفشٍ في السجون التي تسيطر عليها دولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن.
وكان تحقيق لوكالة "AP" نشر في حزيران 2018 قد كشف لأول مرة عن تفاصيل السجون السرية التي يسيطر عليها حليف الولايات المتحدة ومنذ ذلك الحين، حددت وكالة "الأسوشيتد برس" ما لا يقل عن خمسة سجون حيث يزعم أن قوات الأمن فيها تستخدم التعذيب الجنسي ضد السجناء.
وعندما سئل المتحدث باسم البنتاغون عن مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الإمارات في اليمن، قال: «إن الولايات المتحدة لم تر أي دليل على إساءة معاملة المعتقلين في اليمن».
فيما صرح الميجور "أدريان رانكين غالاوي" «إن القوات الأمريكية مطالبة بالإبلاغ عن أي أعمال موثوقة تخص إساءة معاملة المعتقلين، لكننا لم نتلق أي أدلة موثوقة من شأنها أن تدعم هذه الادعاءات».
وأقر المسؤولون الأمريكيون بأن القوات الأمريكية تتلقى معلومات استخباراتية من شركاء إماراتيين وشاركوا في الاستجوابات في اليمن، لكن "رانكين غالاوي" قال إنه لا يستطيع التعليق على تبادل المعلومات الاستخبارية مع الشركاء.
أما المسؤولون الإماراتيون فقد رفضوا تماماً الإدلاء بأي تعليق عن الموضوع، رغم إلحاح وسائل الإعلام.
وكانت القوات الإماراتية التي هي جزء من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، وتقاتل جماعة الحوثيين، قد سيطرت على أجزاء من الأراضي في الأقاليم الجنوبية لليمن، حيث تم احتجاز المئات من الرجال المشتبه في أنهم من مقاتلي القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية في ما لا يقل عن 18 سجناً.
وقال شهود عيان إن الحراس اليمنيين العاملين تحت إشراف ضباط إماراتيين استخدموا أساليب مختلفة للتعذيب والإذلال الجنسيين بحق المعتقلين، وزُعم أنهم اغتصبوا المحتجزين بينما قام حراس آخرون بتصوير تلك الاعتداءات، كما اتُهموا بانهم يكهربون الأعضاء التناسلية للسجناء».
وقام عدد من المحتجزين في سجن "بئر أحمد" بتهريب رسائل ورسومات عن الإساءات الجنسية المزعومة.
روى سجين لوكالة "AP" كيف تم اعتقاله العام الماضي ومر على ثلاث سجون مختلفة: «لقد عذبوني دون أن يتهموني بأي شيء، كنت أتمنى أن يوجهوا لي أي تهمة، كي اعترف وأنهي آلام التعذيب».
«أسوأ ما في الأمر هو أنني كنت أتمنى الموت كل يوم ، دون أن أحظى به» أضاف المعتقل السابق.
وتظهر رسومات أعدت حسب وصف معتقلين سابقين، رجلاً معلقاً عارياً مقيداً بالسلاسل أثناء صعقه بالكهرباء ، وهو يحرك قدميه للوصول للأرض دون جدوى، بينما تحيط به الكلاب ، بينما تصور رسومات أخرى حالات الاغتصاب.
ومن بين السجون الخمسة التي يزعم أن التعذيب الجنسي قد وقع فيها، هناك أربعة في عدن، بحسب ثلاثة مسؤولين أمنيين وعسكريين يمنيين تحدثوا إلى وكالة "الأسوشييتد برس" شريطة عدم الكشف عن هوياتهم.
وشوهد أفراد من القوات الأمريكية في قاعدة بوريقة مقر قيادة القوات الإماراتية، مع أحد السجناء الذين تم التعرف عليهم، وفقاً لسجينين سابقين ومسؤولين أمنيين، ولم يستطع المعتقلون تحديد إذا ما كان الأمريكيون مرتزقة، أو يعملون رسميًا كمجندين لصالح الولايات المتحدة.
وبدأت الحرب في اليمن في عام 2015 عندما استولى الحوثيون على جزء كبير من شمال البلاد ، بما في ذلك العاصمة صنعاء ، ففر الرئيس المؤقت "عبد ربه منصور هادي" إثر ذلك إلى الرياض.
فيما شكلت السعودية تحالفاً مدعوماً من الولايات المتحدة، يهدف لإعادة سلطة هادي.
من جهتها قالت الحكومة اليمنية إنها لا تسيطر على السجون التي تديرها الإمارات ، وأمر هادي بإجراء تحقيق في مزاعم التعذيب.
أما في بريطانيا ، فقد دعا "فابيان هاملتون" المتحدث باسم المعارضة ، إلى إجراء تحقيق من قبل التحالف الذي تقوده السعودية والولايات المتحدة والأمم المتحدة في ما قال إنه «مزاعم خطيرة للغاية ومزعجة حول التعذيب».
وقال المتحدث باسم حزب العمل البريطاني: «إن أي شكل من أشكال التعذيب أو الاعتداء الجنسي على السجناء هو انتهاك واضح للقانون الدولي».
وأضاف «إذا ثبت أن الادعاءات صحيحة ، يجب أن يحاسب المسؤولون من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي».
رابط التقرير الأصلي:
https://www.theguardian.com/world/2018/jun/20/yemen-sexual-abuse-uae-run-jails-prisoners-allegations
المصدر: خاص
شارك المقال: