Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الدولة التي كسرت منطق الفيزياء السياسية

الدولة التي كسرت منطق الفيزياء السياسية

من منطقة نائية على الخليج العربي يُطلق عليها «الإمارات المتصالحة» أو «ساحل عُمان»، إلى دولة فاعلة تتحكم بالقرارات السياسية الإقليمية وتوجه السياسات العالمية وتحرك «البيادق» الدبلوماسية كيفما تشاء. 

حليفة أمريكا وصديقة روسيا، المطبعة مع "إسرائيل" والمتصالحة مع إيران، المنفتحة على سوريا والمتفقة مع تركيا، المتحالفة مع السعودية والمساعدة لقطر، المتعاونة مع مصر والداعمة لإثيوبيا.

«الإمارات».. الدولة التي كسرت منطق الفيزياء السياسية 

على مساحة 83 ألف كم2 عند الخليج العربي، وقبل 50 عاماً فقط، خرجت الإمارات "المتصالحة" من عباءة الاحتلال لتعلن دولة جديدة اسمها دولة «الإمارات العربية المتحدة»، الدولة الناشئة بعد اتفاق زايد بن سلطان آل نهيان وراشد بن سعيد آل مكتوم، اتخذت خطوات متسارعة لبناء نفسها، مستفيدة من الثروات الطبيعية الضخمة المتواجدة في أرضها.

سنوات قليلة نسبياً كانت كفيلة بأن تكون الإمارات دولة نموذجية على الصعيد الاقتصادي والمجتمعي.

لكن الدولة الخارجة من ظل المملكة البريطانية المتحدة، وجدت نفسها تعيش تحت جناح المملكة العربية السعودية على الصعيد السياسي وغيره.

«الإمارات والربيع العربي»

مع اشتعال نيران الربيع العربي في بعض الدول العربية كانت الإمارات حاضرة بقوة سياسياً وعسكرياً.

بين دعم لـ «فصائل مسلحة» في سوريا وتسليح لجماعات «انقلابية» في ليبيا، وبين مساندة لأنظمة «سلطوية» في مصر واليمن.

وجدت الإمارات نفسها ضائعة في ساحات الربيع العربي المتناثر من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.

لكن بقيت العباءة السعودية حاضرة في السياسات الإماراتية الخارجية.

«الرقص على حبال 

الإمارات لعبت على متناقضات السياسة الإقليمية، باحثة عن دور سياسي استراتيجي في إطفاء نيران صراعات المنطقة.

فبينما كانت الإمارات تستقبل وفداً إيرانياً لبحث تهدئة الأوضاع السياسية بين الطرفين، كان محمد بن زايد آل نهيان يحط الرحال في أنقرة بعد سنوات عشر من القطيعة بين البلدين، وقبل ذلك بأيام، حطت طائرة إماراتية في مطار دمشق الدولي تقل وفداً استثنائياً.

وزير الخارجية عبد الله بن زايد يحلّ ضيفاً على الرئيس بشار الأسد اللقاء أنهى خلافاً سياسياً عمره من عمر الربيع العربي، وتضامناً مع السعودية أعلنت الإمارات سحب سفيرها من لبنان، قبل أن يخرج المستشار الرئاسي أنور قرقاش ليؤكد أن بلاده لن تمنع اللبنانيين من السفر إليها وستواصل دعمها الإنساني لبيروت.

أبو ظبي أعلنت تقديم مساعدات إنسانية إلى فلسطين، في الوقت الذي أصبحت فيه الرحلات المباشرة بين الإمارات وإسرائيل أمراً واقعاً.

وفي حين كانت الاتفاقات الاقتصادية والعسكرية الإماراتية مع الإدارة الأمريكية الجديدة تبصر النور، كانت الشركات الصينية تشق طريقها إلى الإمارات، حيث وجدت بكين سوقاً خصبة وترحيباً غير مسبوقاً.

ربما ومع كل هذه التناقضات التي أبرزتها ولعبت على حبالها أبو ظبي على الصعيد الإقليمي والدولي، لم تحقق أي فائدة سياسية سوى الخروج من العباءة السعودية الضيقة.

https://www.facebook.com/QstreetJournal/videos/956543111911599

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

Deeb Sarhan

editor

شارك المقال: