Wednesday November 27, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الدراما التركية...لماذا دخلت بيوتنا؟

الدراما التركية...لماذا دخلت بيوتنا؟

عمر الشريف

حمل عام 2007 معه اجتياح الدراما التركية الوطن العربي، الدراما التي سمَرت المشاهدين العرب أمام شاشات التلفاز منتظرين الحلقة تلوَ الأخرى، فبدأت الكرَة بمسلسل إكليل الورد الذي جذب عدداً متواضعاً من المشاهدين، نظراً لحداثة الظاهرة وتوجه الجمهور العربي في الغالب لمتابعة الدراما السورية والمصرية اللتان كانتا في ذروة الازدهار حينها، ولكن ما إن بدأت شبكة MBC بعرض مسلسلي سنوات الضياع ونور، حتى بدأ المشاهدون العرب بالالتفاف حولهما بطريقة غير مسبوقة، فاستحضر الجمهور العربي ذكريات المتابعة الكبيرة الذي حظي بها المسلسل الفنزويلي "كساندرا" في تسعينيات القرن الماضي، وما زاد من شهرة وشعبية المسلسلات التركية هي الدبلجة باللهجة السورية المحكية، فجذبت حولها المشاهد العربي، والسوري تحديداً، وروي لي قصة طريفة من أحد الأصدقاء عن اللقاء الأول مع مشهد من مسلسل تركي مدبلج، حيث ظنه للوهلة الأولى من مسلسل سوري يضم وجوهاً جديدة، وكثيرة هي حالات الاستغراب من الدبلجة للهجة السورية، حتى أنها خرجت بعض الأصوات الممتعضة للفنانين السوريين من هذه الظاهرة لكونها برأيهم تؤثر سلباً على تسويق الأعمال السورية على الفضائيات العربية، وبالفعل هذا ما حدث، فكثيرة هي المحطات العربية التي قلَصت تواجد الدراما السورية على شاشاتها، واكتفت بشراء المسلسلات التركية المدبلجة بأسعار زهيدة مقارنة بالأعمال السورية ويُبرَر للفنانين السوريين الذين يضعون أصواتهم على المسلسلات التركية بأنها جلبت لهم شهرة جزئية على الأقل اسمياً، كانوا محرومين منها في دراما بلدهم، كما أنها مصدر رزق لا يمكن رفضه.

ولكن ما سر نجاح الدراما التركية لكي تصبح وجبة دسمة على أهم الفضائيات العربية، وتحقق نسب مشاهدة عالية؟، بالتأكيد الأمر ليس اعتباطياً ولا بالعشوائي، فتركيا واحدة من الدول التي تولي اهتماماً بالغاً بدراما بلدها، من حيث التكلفة الإنتاجية والعناية بالإبهار البصري والديكورات إضافةً إلى تشابه طبيعة وبيئة تركيا بالوطن العربي، خاصة بلاد الشام، وزاد من شعبية هذه المسلسلات هو اللهجة التي تدبلج به، فاللهجة السورية من اللهجات المحببة في العالم العربي، نظراً لبساطتها، وقربها من أذن المشاهد العربي.

وفي هذا الصدد تقول السيناريست السورية سلام محمد في تصريح لها حول عوامل نجاح الدراما التركية وانتشارها في أكثر من 100 دولة حول العالم: "لنوضح، بالبداية، أن تقنية العمل في تركيا، تختلف عمّا اعتدناه في المنطقة العربية، فيتم تقسيم العمل إلى مواسم، وبناءً على قياسات الرأي ومدى المتابعة والتسويق الخارجي، يتم إنتاج أجزاء أخرى أو توقيفه".

وتضيف: "في تركيا، تتم كتابة الحلقة وتصويرها ومنتجتها وعرضها، خلال أسبوع، فعقد الكاتب والكادر مفتوح ومرتبط بمدى نجاح العمل، فضلاً عن نظام الورشة، وليس لكاتب واحد أن يستأثر بالعمل. ولعل خير مثال الحلقة 94 من قيامة أرطغرل، حينما احترق مكان التصوير فتأجل العرض، ليكون ذلك دليلاً على طريقة العمل أول بأول بتركيا".

 العناية والاهتمام كانا كفيلان بأن تحقق الدراما التركية إيرادات مرتفعة سنوياً، وأصبحت دبلجة المسلسلات التركية لا تقتصر فقط على الوطن العربي، فيقول الممثل التركي، شاغرجان لإحدى الصحف العربية أنه بعدما أصبحت الدراما صناعة متطورة في تركيا، تعود على البلاد بأكثر من 300 مليون دولار صادرات سنوياً، بات الاعتماد على المتلقي الخارجي أيضاً. فبعض المسلسلات، الاجتماعية والتاريخية، تُرجمت إلى لغات بلاد الشام وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية والغربية وآسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، ونوَه إلى أنَه تم خلال العامين الأخيرين ترجمة 150 فيلماً ومسلسلاً في 100 دولة مختلفة، ويتم مشاهدتها من 500 مليون شخص.

أخيراً، في ظل مرحلة الضعف التي تمر بها الدراما العربية عموماً والسورية خصوصاً، وحالة التوازن التي تعيشها الدراما التركية، هل ستغدو هي الدراما البديلة التي تلتقط المشاهدين العرب وتلبي حاجاتهم ورغباتهم؟ 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: