"الدباس" بطل القفزات السحرية
محمد عيسى محمد
يقول المثل الشعبي السوري "أعط الخباز خبزه لو أكل نصه"، ولكن على ما يبدو لا يوجد من يأخذ بهذا المثل أو يعمل به في سوريا، فلا تعلم بأي قانون أو عرف ينتقل شخص من العمل بالتجارة والاستيراد والتصدير إلى تقلد منصب رئيس الاتحاد العربي السوري لكرة القدم.
إذاً هو محمد فادي الدباس، بطل "النطات" والقفزات السحرية، حيث بدأ مشواره الرياضي بالانتقال من إدارة شركته "دار الخير للاستيراد والتصدير" إلى إدارة نادي الجيش لكرة القدم، وعندما اكتشف أحدهم مواهب الدباس وشطارته بـ"النط"، ولأن المبدأ الذي يحكم الاتحاد الرياضي السوري هو "الرجل غير المناسب في المكان المناسب"، فقد أتاح للدباس أن "ينط" مرة ثانية إلى إدارة الاتحاد السوري لكرة القدم، وذلك خلال المؤتمر الاستثنائي لاتحاد كرة القدم الذي عقد بدمشق عام 2018 بعد أن حصل البطل على 92 صوتاً من أصل 97.
وأكد الدباس في تصريحه الأول بعد هذه القفزة إنّ أول خطوة سيقوم بها اتحاد الكرة الجديد هو إعادة الهيكل التنظيمي للاتحاد ووضعه رزنامة لتحضير المنتخب السوري لنهائيات كأس آسيا للوصول إلى الهدف الأسمى وهو المنافسة على لقب البطولة، وانطلاقاً من ذلك نصّب الدباس نفسه مديراً للمنتخب بطريقة ما أنزل الله بها من سلطان كخطوة أولى من إعادة هيكلة الاتحاد، أما الخطوة الثانية فهي استقدام الدباس للمدرب الألماني المعتزل عن التديب بيرند شتانغه من أجل تدريب المنتخب السوري لمدة عام واحد قابل للتجديد براتب يصل إلى 35 ألف دولار شهرياً أي ما يساوي 20 مليون ليرة سورية، إضافة إلى راتب 6 آلاف دولار شهرياً لمساعده الألماني.
ومع اقتراب موعد انطلاق نهائيات كأس آسيا بدأ الدباس يكشف عن رزنامته الموعودة، والتي تمثلت باستبعاد أهم اللاعبين عن تشكيلة المنتخب مثل فراس الخطيب الذي تم استبداله باللاعب أحمد الأشقر وسط أنباء تشير عن وجود صلة قرابة بين الأشقر والدباس.
واليوم الدباس يسقط أرضاً على ملعب استاد خليفة بن زايد في الإمارات بعد خسارة منتخبنا أمام أستراليا، بمشهد درامي تمثيلي وبدموع التماسيح، لكسب استعطاف الجماهير السورية التي ضاقت ذرعاً به وبأمثاله من الذين عاثوا في الرياضة السورية فساداً وهم لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
انهض يا دباس واقفز كالمعتاد ولكن خارج أحلامنا وخارج منتخبنا، فلن يسامحك السوريون بعد أن سرقت فرحتهم، وحطمت آمالهم، بسبب إدارتك وقراراتك الفاشلة التي انتهت بخروج نسور قاسيون من الدور الأول رغم وجود نخبة من النجوم في صفوف الفريق كانت تؤهله للوصول إلى مراكز متقدمة في هذه النهائيات لولا وجودك في إدارته.
المصدر: خاص
شارك المقال: