البشير في إحدى الدول الخليجية.. هل خُدع السودانيون..؟
اُعتبر يوم 11 نيسان 2019 حدثاً مفصلياً في تاريخ السودان الحديث، عندما تمّ إسقاط عمر البشير بعد 30 عاماً في السلطة في تحول انقلابي رسم ملامح مرحلة جديدة في هذا البلد العربي، ولكنّ سيرورة الأحداث بعد بيان وزير الدفاع السوداني توحي بطريق معقدة وغير مفهومة خلال الفترة المقبلة.
فالتحولات في السودان مستمرة بشكل دراماتيكي بين عزل البشير وإعلان قيادة المجلس العسكري للبلاد وصولاً لبيان المجلس الأخير الذي تعهد فيه بتشكيل حكومة مدنية وتقصير المرحلة الانتقالية ، وفتح الباب أمام الحوار مع المعارضة.
بداية خرج وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف في 11 نيسان الحالي ليعلن بيان القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية الذي تضمن عزل الرئيس البشير، وتشكيل لجنة أمنية لإدارة البلاد لمدة انتقالية مدتها عامين، يتم خلالها تهيئة البلاد للانتقال نحو نظام سياسي جديد، مع فرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، وتعطيل العمل بالدستور، وحل البرلمان والحكومة المركزية وحكومات الولايات.
هذا البيان والخطوات الذي تضمنها، أثارت تساؤلات.. هل يحتاج الانتقال السلمي لسلطة مدنية كل هذه المدة الزمنية ؟.
ومنهم من أسماها باللعبة أو المسرحية، بدأت باعتقالات وهمية لعدد من الشخصيات المقربة من البشير، ومن ثم كلام حول قيام إحدى الدول الخليجية باستضافة البشير على أن يعيد النظام السوداني إنتاج نفسه بأدوات مختلفة.
وهو ما تؤكده إحدى الصحف السودانية "الراكوبة" بأنّ الرئيس السوداني عمر البشير، حاول الهرب إلى دولة عربية، بعد منع طائرته من الإقلاع من مطار الخرطوم، وأن الدولة التي عرضت استضافته قد تراجعت عن عرضها.
في الوقت الذي تؤكد فيه إحدى الناشطات السودانيات خلال تسجيل صوتي أن البشير سلم السلطة لمجلس عسكري، وهرب إلى السعودية في الساعة 4 صباح الخميس، بما يشبه ما قام به الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.
وتقول الناشطة السودانية: "الفريق عوض بن عوف من دائرة الرئيس البشير، تدرب عسكرياً في مصر، تقلّد مناصب أمنية وعسكرية عليا في السودان، من أشد المتحمسين لمشاركة الخرطوم في حرب اليمن بقيادة السعودية، تكررت زيارته مؤخراً لدولة الإمارات، من المتهمين بجرائم درافور".
ومن جانبها أعلنت المعارضة السودانية، المتمثلة في قوى “إعلان الحرية والتغيير”، عن رفضها للانقلاب العسكري، الذي يعيد إنتاج ذات الوجوه والمؤسسات التي ثار شعبنا العظيم عليها، مؤكدة أن الغرض منه سرقة كل قطرة دم وعرق سكبها الشعب السوداني العظيم في ثورته التي زلزلت عرش الطغيان.
ودعت الشعب السوداني للمحافظة على اعتصامه أمام مباني القيادة العامة للقوات المسلحة وفي بقية الأقاليم، والبقاء في الشوارع في كل مدن السودان لحين تنفيذ طلبات المتظاهرين، وتسليم السلطة لحكومة انتقالية مدنية تعبر عن قوى الثورة.
وهو ما ألمح إليه تجمع المهنيين السودانيين "الذي يعتبر مظلة المظاهرات في السودان"، حيث أصدر بياناً سمّاه، "تنويهاً مهماً للثوار" قال فيه إن "النظام يحاول الترويج لوجود تخريب في البلاد، ولأجل ذلك فإن مؤسساته الأمنية تصطنع تخريباً مدفوع الثمن ومخطط له"، بما يشبه الاتهام المباشر بأن الجيش السوداني قطف ثمار ثورة الشارع، وقام بالانقلاب على الرئيس البشير، بعد أربعة أشهر من الحراك الشعبي المستمر، وأصبح الأمر يثير الحيرة هل من أسقط البشير الذي دام حكمه 30 عاما ًالجيش أم الشعب..؟
المصدر: خاص
شارك المقال: