الأردن.. 100 عام من صراع العروش!
يقول المثل الشعبي ««أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب»..
لكن هذه المقولة قد تتحول إلى «الدّماء أصبحت ماءً» عندما تدخل لعبة «السلطة» و«كرسي العرش» !
قصتنا اليوم شبيهة بالمسلسل الملحمي الشهير «THE GAME OF THE THRONE».. هو اقتباس لرواية «لعبة العروش» ؟!
ولكن هذه المرة على الطريقة «النشمية»..
«مملكةٌ».. بدأ فيها صراع الأخوة على «الكرسي» من بداية نشآتها حتى تاريخنا المعاصر..
فقد تنام وتستيقظ فتجد نفسك ولي عهدٍ.. ثم تغمض عينك.. فتصبح السابق.. ثم وتنام وتستيقظ مرة أخرى لتجد نفسك الأسبق...
هي ليست قصة "ألف ليلة وليلة".. أو بمسلسل فنتازيا شهير.. هي ملحمة "الأردن" ومئة عام من «صراع العروش» !
«الأردن».. ومئة عام من «صراع العروش» !
«لمحة تاريخية»
من يقرأ التاريخ جيداً يعلم أن المملكة الهاشمية عانت ما عنته من صراعاتٍ داخلية والهدف الأساسي كان كرسي "العرش".. بدءأً من خلاف الشريف حسين وولديه "فيصل" و"عبد الله" بسبب سعيهم إلى الحصول على نفس العرش وفي ذات المدينة آنذاك، وهي سوريا.. مروراً بخلاف "عبد الله الأول" المؤسس الحقيقي للبلاد عام 1921 وابنه "طلال".. بسبب اختلاف الرؤيا بينهما..
وعقب اغتيال الملك عبد الله في القدس عام 1951، اعتلى "طلال" عرش المملكة، إلا أنه حكمه استمر لعامٍ فقط.. بعد اتهامه بأنه يعاني من "مرضٍ عقلي" أو بالأصح الـ"فصام".. فأبعده نجله، الأمير حسين عن الحكم عام 1952، «في مؤامرة حيكت ضده لإجباره على التنحّي، وقفت خلفها زوجته الشريفة زين لكي تضمن العرش لابنها»، الذي لم يكن يبلغ حينها من العمر سوا 17 عاماً..
تزوج "الحسين" أربع مرات منفصلات، وقد أنجب من تلك الزيجات الأربع 11 إبناً وابنة..
وأنجب من زوجته الثانية "الإنكليزية" (أنطوانيت جارينر) التي سميت بالأميرة منى الحسين أربع أولاد "عبد الله الثاني، فيصل، وعائشة، وزين"، فيما أنجب من زوجته السورية الأصل ليزا الحلبي والتي أصبحت بالأميرة نور الحسين 4 أولاد أيضاً "حمزة، هاشم، إيمان، راية"..
اختار الحسين ابنه "عبد الله" ولياً للعهد، إلا أنه عاد وعين شقيقه "حسن" للمنصب الأخير نظراً للظروف السياسية القائمة آنذاك، وامتدت فترة توليه منصب "ولي العهد" لأكثر من 3 عقود.. فظن الجميع أن كل الأمور أصبحت مهيئة لأن يكون الأخير ملكاً جديداً.. لن ما حصل لم يكن في حسبان الأردنيين..
«التاريخ يكشف الحقائق»
في آواخر التسعينيات، أعلن إصابة "الحسين" بمرض السرطان.. وأصبح الجميع يعد العدة لأن يكون شقيقه "حسن" الأمير القادم.. نشب خلافٌ بين الشقيقين حينها ضمن الدائرة الضيقة للعائلة بعد إبداء الحسين حينها رغبته بتعيين "حمزة" ولياً للعهد.. الأمر الذي لم يحظى بقبول لدى شقيقه "حسن" بسبب صغر سنه.. فحدث الشقاق الكبير.. وكان الدستوري حينها يمنع "الملك حسين" من إجراء التغييرات المناسبة لذلك بسبب مرضه.. ما دفعه للانتقام من شقيقه وعزله من منصب "ولي العهد" وأعاد تنصيب ابنه "عبد الله الثاني" ولياً للعرش على اعتبار أنه الأكبر..
تسلم "عبد الله الثاني" أو "ابن الانكليزية" كما يطلق عليه البعض "مقاليد الحكم" في البلاد وعين الأمير حمزة ولياً للعهد بحسب وصية والده "الحسين"..
انقلاب «الأخوة الأعداء»
أعفى "عبد الله الثاني" أخيه غير الشقيق "حمزة" من منصب ولي العهد بعد 5 أعوام من تعيينه فقط.. دون معرفة الأسباب.. البعض قال حينها إن "عبد الله" أراد حرق كرت الأمير حمزة مبكراً وقطع الطريق عليه من أجل الوصول إلى سدة العرش.. حتى أن منصب ولي العهد بقي شاغراً حتى عام 2009، حيث قام "عبد الله" بتعيين ابنه ولياً للعهد.. فيكون بذلك قد حرم "حمزة" من فرصة أن يصبح ملكًا مرتين، الأولى عندما توفي والده، والثانية عندما نحاه شقيقه عن ولاية العهد...
«الثلاثة ثابتة»
في الثلاث من نيسان، عاش الأردن "ليلة" وصفت بالعصيبة.. تحدثت بها وسائل إعلام رسمية عن محاولة انقلاب مزعومة يقودها الأمير حمزة.. حملة اعتقالات طالت شخصيات أردنية بارزة... أعلن أن الحملة تجري لأسباب أمنية، ووصل عدد المعتقلين خلال ساعات إلى ما يقرب 20 شخصاً.. تزامن ذلك مع انتشار أمني مكثف في العاصمة عمان ومحيطها بشكل عام، وفي منطقة الدابوق حيث يقع القصر الملكي بشكل خاص.. السلطات الاردنية نفت اعتقال "الأمير حمزة"، إلا أن الأخير خرج عبر مقاطع مصورة نشرها على الإنترنت أكدت وضعه تحت الإقامة الجبرية.. لتتطور الأحداث بشكل دراماتيكي، ويخرج بعدها "الملك عبد الله" ويعلن إسناد مهمة "لفلفة" الخلاف مع أخيه لعمه "الحسن" وبكل هدوء أعلن بعد ذلك حل الخلاف.. على الرغم من استمرار نشر المقاطع المصورة التي توثق عمليات التجسس على الأمير حمزة..
يقول البعض إن الأمير حمزة يمتلك قاعدة شعبية ضخمة.. بالإضافة إلى ارتباطه الوثيق بالعشائر ويعود السبب في ذلك إلى زواجه من ابنة أحد شيوخ العشائر.. إضافة إلى معارضته لطريقة حكم اللبلاد.. وتسويق نفسه مؤخراً على أنه الشخص المناسب للمكان المناسب.. وزيارته الأخيرة لضحايا مشفى السلط.. دفع بالملك عبد الله الثاني.. إلى اختراع عملية "الانقلاب" لتكون بذلك "الثالثة ثابتة".. بعد حرمانه من سدة العرش في المرتين السابقتين.. فيحرمهم منها في الثالثة ويقطع الطريق عليه.. للوصول إلى سدة "العرش"..
ليبقى السؤال من سينقلب على من في قادم الأيام.. ؟!
لمشاهدة التقرير اضغط الرابط:
https://www.facebook.com/105986514160132/videos/788520868732020
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: