العراق بعد إعلان "عبد المهدي" تقديم استقالته!
خيّمت أجواء من الهدوء الحذر، اليوم السبت، على محافظتي ذي قار والنجف العراقيتين، فيما استمر المتظاهرون في قطع الجسور الثلاثة الرئيسية في ذي قار، مطالبين قيادة شرطة المحافظة بتسليم قتلة المتظاهرين.
وشهد أمس الجمعة أحداثاً دامية في العراق، حيث قُتل 7 متظاهرين، وأُصيب 42 آخرون في محافظة النجف الجنوبية.
كما أفادت مصادر طبية عراقية، بمقتل 15 متظاهراً وجرح 157 آخرين، من جراء اشتباكات مع قوات الأمن في محافظة ذي قار جنوبي العراق.
وقدم كل من قائد شرطة ذي قار، ونائب محافظ النجف استقالتيهما، بسبب الاحتجاجات.
وكان العراقيون قد خرجوا للاحتفال في ساحة التحرير وسط بغداد، عقب قرار رئيس الحكومة العراقي "عادل عبد المهدي" تقديم استقالته للبرلمان، وقال المتظاهرون، إن قراره لا يحقق كل مطالبهم بل أولها.
وفي بيان الاستقالة، قال عبد المهدي: "استمعت بحرص كبير إلى خطبة المرجعية الدينية العليا. واستجابة لهذه الدعوة وتسهيلاً وتسريعاً لإنجازها بأسرع وقت، سأرفع إلى مجلس النواب الموقر الكتاب الرسمي بطلب الاستقالة من رئاسة الحكومة الحالية".
وأشار "عبد المهدي"، في بيانه، إلى أنه "سبق وأن طرحت هذا الخيار (الاستقالة) علنا وفي المذكرات الرسمية، وبما يحقق مصلحة الشعب والبلاد".
وفي سياق متصل، اقترح زعيم التيّار الصدري، "مقتدى الصدر"، إجراء استفتاء شعبي على 5 مرشحين، لاختيار رئيس للحكومة.
وخرجت وللمرة الأولى في محافظتي الأنبار وصلاح الدين تظاهرات مسائية مساندة لمطالب المحتجين في مدن الوسط والجنوب، حيث تجمع المئات من سكان مدينة الفلوجة وسط المدينة لتأبين ضحايا النجف وذي قار، لتتحول الوقفة التضامنية بعد ذلك إلى تظاهرة شعبية مساندة لساحات الاعتصام.
بدورها، دانت بريطانيا استخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين في العراق، وأبدت في الوقت ذاته قلقها إزاء الاعتداءات التي تعرضت لها القنصليتان الإيرانيتان في النجف وكربلاء من قبل المتظاهرين.
ودعا وزير خارجية بريطانيا "دومينيك راب" إلى "تسوية سلمية وسياسية للاضطرابات في العراق، بما يشمل إصلاحات ملموسة تتجاوب مع مطالب المتظاهرين المشروعة"، مشجعاً حكومة بغداد على التعاون مع الأمم المتحدة في إجراء "إصلاح انتخابي ذي مصداقية".
ولقي ما لا يقل عن 330 شخصاً حتفهم منذ بدء الاضطرابات في بغداد وجنوبي العراق في مطلع تشرين الأول، في أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سقوط صدام حسين عام 2003.
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: