العنصرية في لبنان تقتل طفلاً سورياً
محمد عيسى محمد
بين الفينة والأخرى، تظهر حلقة جديدة من مسلسل العنصرية والكراهية في لبنان تجاه السوريين، ابتداءً من فيديو انتشر قبل عامين، يظهر فيه عناصر من الجيش اللبناني يعتدون بالضرب على شاب سوري أعزل، ويوجهون الشتائم له ولسوريا عموماً بكل جهل وعنصرية، مروراً بالمضايقات وحملات الكراهية ضد اللاجئين السوريين في لبنان كان أبرزها العام الماضي قرار بلدية العقبية في قضاء كسروان بمحافظة جبل لبنان بمنع دخول الكلاب والمحجبات والسوريين إلى شواطئها، وأخيراً اعتداء شبان في منطقة عرسال على ممتلكات وسيارات السوريين في المدينة وإحراقها وتكسيرها، بالتزامن مع انتشار قصة عن طفل سوري لاجئ طاردته الشرطة اللبنانية على لقمة عيشه حتى الموت.
فالطفل هو أحمد الزعبي 14 عاماً، يعمل ماسحاً للأحذية لإعانة والده الذي يعمل حمّالاً، من أجل تأمين لقمة العيش الكريم، لعائلة مكونة من 6 إناث و3 ذكور، حيث بدأت القصة باختفاء الطفل مدة 3 أيام، وفي رحلة البحث عن مصير الطفل من قبل عائلته، أظهرت كاميرات المسجد الذي كان يعمل أحمد أمامه، ملاحقة عناصر دورية بيروت له ومطارته، ثم سقوطه في فتحة التهوئة من ارتفاع 6 طوابق ضمن المبنى الذي احتمى فيه، مما أدى إلى مقتله على الفور.
ولم تكتف بلدية بيروت بتبرئة نفسها من دم الطفل، بل اعتبرته سارقاً، حيث جاء في بيان لها أن عناصر الدورية كانوا في مهمة لمنع المتسولين وماسحي الأحذية من التجول في شوارع المدينة، وإنهم حاولوا إيقاف أحمد بعد تلقيهم معلومات عن قيامه مع زملائه بسرقة صناديق الزكاة والصدقات الموضوعة في موقف السيارات، معتبرة اتهام العناصر بالتسبب في وفاة الطفل اتهاماً متسرعاً.
فما هو سبب موت الطفل؟ هل لأنه سوري؟، أم لأن عناصر حرس مدينة بيروت يعملون في إطار القوانين والأنظمة ومنع الأعمال المخالفة للقانون في دولة القانون!
وتأتي الحادثة بعد القمة الاقنتصادية العربية في بيروت، والتي كانت قضية اللاجئين السوريين أولوية على جدول أعمالها، حيث دعت الدول المشاركة إلى مضاعفة الجهود لتأمين عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: