Sunday May 19, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

العمالة السورية والمكاسب اللبنانبة

العمالة السورية والمكاسب اللبنانبة

د. مدين علي

آلاف المواطنين السوريين عادوا عن طريق الحدود البرية  إلى سوريا من لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، والمشكلة الأساسية بحسب الجانب اللبناني هي أن السوريين يتنافسون مع اللبنانيين على موارد اقتصادية محدودة، ويقاسمونهم الأرزاق  والخيرات والخدمات الأمر الذي انعكس على نوعية الحياة والرفاه للمواطن اللبناني.

بكل الأحوال المشكلة قديمة والمزاعم نفسها تساق في كل مرة يتم بها طرح المشكلة، وقد تحول وجود السوريين إلى مسألة سياسية واقتصادية بامتياز.

بكل الأحوال وبغض النظر عن الملابسات السياسية أن وجود السوريين  في لبنان تحديداً العمال والمهنيين، وأصحاب الحرف المختلفة أسهم في تدفق تحويلات وموارد مالية أسهمت بحدود معينة في حل مشكلات كثيرة بالنسبة لكثير من العائلات السورية، إذ أمنت لها الموارد والدخول اللازمة لتمويل الانفاق على حاجات الاستهلاك من سلع وخدمات، وهذا في الواقع صحيح.

عودة السوريين تحديداً أصحاب المهن والحرف ومختلف مكونات قوة العمل سيؤثر بصورة سلبية على حجم التحويلات، ولكن بالمقابل هناك مكاسب كبرى للاقتصاد السوري وتحديداً لسوق العمل في سوريا التي لحق بها أضرار بالغة جراء الهجرة واللجوء إلى لبنان، حيث يعاني السوق من نقص كبير في الموارد البشرية وتحديداً قوة العمل المدربة والماهرة وأصحاب المهن والحرف والصناعات والورش الفنية.

والحقيقة أن خسارة الاقتصاد السوري في هذا الإطار لا تتوقف على هجرة الموارد البشرية وقوة العمل فقط بل إن الخسارة الأكبر هي التي حصلت جراء هجرة رؤوس الأموال والأرصدة المالية والمجوهرات وغير ذلك من القيم الاقتصادية التي انتقلت إلى بيروت بين عشبة وضحاها، وكان لها دور كبير في انعاش الاقتصاد اللبناني لطالما استخدمت في تمويل الانفاق على الطلب في الوقت الذي أمنت فيه قوة العمل السورية حاجات ومتطلبات سوق العمل اللبنانية بسعر قوة عمل أقل كان لها دور كبير في تخفيض كلف الانتاج للسلع والخدمات.

إن عودة العمالة السورية التي غادرت إلى لبنان وعودة كثير من الموارد البشرية سيخلق فرصة انتعاش جديدة للإقتصاد السوري، لطالما أن سوق العمل تعاني  من ندرة نسبية عالية لجهة ما يتعلق بأصحاب المهن والحرف وأصحاب الورش الفنية. 

ويبقى السؤال الأبرز في هذا الاطار هل ستبادر رؤوس اأاموال والأرصدة السورية التي غادرت إلى لبنان للعودة إلى الوطن / سوريا. 

هل سيطالب الجانب اللبناني "الذي لم يرغب بوجود قوة العمل السورية"، هل سيطالب بعودة رؤوس الأموال والأرصدة السورية إلى سوريا؟

فمن كره فقرائنا، يكره أغنياءنا ..... ليعلم أصحاب الأرصدة السورية وأصحاب رؤوس الأموال السورية أنهم غير مرغوب بهم.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: