الألبان ومشتقاتها تلحق بسعر «الدولار» !
نور ملحم
تشهد أسعار الأجبان والألبان ارتفاعات مستمرة جعل من تواجدها المستمر على موائد الإفطار أمراً مربكاً للكثيرين وبحاجة لموازنة خاصة.
رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الألبان والأجبان ومشتقاتها بدمشق عبد الرحمن الصعيدي أكد في تصريح لـ " جريدتنا" أن «فصل الشتاء له تأثير على الأسعار، وفيه ينخفض إنتاج الحليب حيث ترافق ذلك مع ارتفاع الأسعار، والتأثير الكبير كان بسعر اجبان القشقوان والمسمى جبنة مطبوخ للبيتزا والمعجنات والمنتج يورد من محافظة "دير الزور" وريفها».
وأضاف الصعيدي: «لا يخفى على أحد انقطاع الطريق وتهجير المزارعين والمنتجين من مناطقهم بسبب المسلحين، والفاقد بلغ حوالي 50 طن من الجبن، ومازال الفاقد من الثروة الحيوانية كبير والأمل بعودة المباقر إلى الإنتاج واستيراد الأبقار بأعداد أكبر».
ولفت إلى أن «الأعداد المستوردة لا تسد مبقرة واحدة مما كان في السابق، حيث تم توزيع الأبقار المستوردة على المكتتبين وكمياتها المنتجة من الحليب تكفي احتياجات حي من الأحياء فقط».
وبحسب الأرقام الصادرة عن وزارة الزراعة والتي حصلت " جريدتنا" على نسخة منها تبين م التراجع السريع والخطير لمنتوجات قطاع الألبان في سوريا، بعد خروج مناطق واسعة من قائمة المنتجين، وبعد انفلات الحدود مع دول الجوار، ونشاط عمليات التهريب، التي أثرت سلباً، وبوضوح، على مدى توافر منتجات الألبان في الأسواق المحلية.
ورغم أن عمليات التهريب، خاصة على الحدود اللبنانية، لطالما كانت موجودة، حتى قبل الحرب، إلا أن الكميات المهرَّبة لم تكن تؤثر على وفرة الناتج المُتاح في السوق المحلية. أما اليوم، وبعد خروج ريف دمشق، ومحافظات أخرى، من قائمة المنتجين الفاعلين لهذا النوع من المنتجات، باتت الكميات المُهرّبة قادرة على قض مضاجع السوريين، وحرمانهم من إحدى وجباتهم الغذائية التقليدية التي لا يستطيعون الاستغناء عنها.
وحسب الأرقام، فإن 4 أطنان من الأجبان والألبان تُهرّب يومياً إلى لبنان، بسبب فارق السعر بين البلدين.
وتفاقمت الآثار السلبية لعمليات التهريب هذه بعد أن تراجعت الثروة الحيوانية في دمشق وريفها بنسبة 60%، حسب مهنيين مُختصين، إلى جانب إغلاق أكثر من 2000 ورشة لصناعة الأجبان في دوما، وخسارة حوالي 6 آلاف رأس بقر في مناطق من ريف دمشق.
ويُقدّر مصدرون سوريون نسبة خسارة سوريا في قطاع صناعة الألبان والأجبان بما لا يقل عن 80%، ما يجعل هذا القطاع من أكثر القطاعات الاقتصادية السورية تأثراً بظروف الحرب.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: