الأخبار: بيدرسون إلى موسكو ومصير اتفاق سوتشي
كتبت صحيفة الأخبار اللبنانية في افتتاحيتها ليوم الأربعاء، أن فرص دفع المسار السياسي السوري تبدو ضعيفة في ظل مرحلة انتقالية بين ستيفان دي ميستورا وغير بيدرسن، فيما يتكرر التصعيد الميداني في ريف حماة الشمالي، ليطرح أسئلة حول مستقبل تنفيذ "اتفاق سوتشي" غير المحدد زمنياً
وأشارت الصحيفة إلى التصعيد المتكرر في ريف حماه الشمالي، منذ إعلان التفاهم الروسي ــــ التركي على إنشاء "منطقة منزوعة السلاح"، إذ لم يمرّ أسبوع من دون اشتباكات أو قصف متبادل بين الفصائل المسلحة والجيش السوري، على رغم ما قيل عن سحب للسلاح الثقيل إلى حدود الكيلومترات الخمس عشرة المقرّة في "اتفاق سوتشي"، وتركّزت خروقات الهدنة في مناطق انتشار "جيش العزة"، التي شهدت خلال الأسبوع الماضي توتراً متصاعداً، كان آخر فصوله أمس حين صدّ الجيش تحركاً للفصائل في محيط بلدتي الجنابرة وبريديج، وتلّي الحماميات والصخر شمال مدينة محردة،
ولفتت الصحيفة إلى عدم تعليق موسكو وأنقرة "ضامنتي الاتفاق" على التوتر ضمن حدود "المنطقة منزوعة السلاح" المفترضة؛ وغاب عن حديثهما خلال المدة الماضية أي تفصيل عن مهل زمنية خاصة بالمحور الثاني لـ"اتفاق سوتشي" وهو سحب "التنظيمات الإرهابية". وعلى عكس ما ينص الاتفاق، أثبتت "هيئة تحرير الشام" (المصنفة إرهابية لدى تركيا وروسيا) وجودها على طول خطوط التماس، عبر استنفارها عقب التصعيد في ريف حماة الشمالي، وإطلاقها تدريبات لعناصرها على استخدام بعض الأسلحة المتوسطة، هناك.
وأشارت الصحيفة في شأن تطورات إدلب ومحيطها، إعلان "ولاية هاتاي" (لواء إسكندرون المحتل)، فرض منطقة أمنية على كامل الحدود مع محافظات حلب وإدلب واللاذقية، اعتباراً من اليوم ولمدة 15 يوماً، ولفتت إلى منع دخول المدنيين والآليات من غير سكان البلدات الواقعة ضمن حدودها من دون تصريح رسمي من السلطات التركية، إلى جانب منع دخول أي صحافيين أو فرق إعلامية، وترى الصحيفة أنّ هذا المنع يشير إلى وجود تحركات عسكرية تركية على طول الحدود، يراد التعتيم عليها خلال الفترة المقبلة، فيما لم يخرج عن الجيش التركي أو وزارة الدفاع أي تصريحات في هذا الشأن.
أما سياسياً فأكدت الصحيفة على عدم إحراز أي تقدم على مسار "اللجنة الدستورية" خلال الفترة القريبة المقبلة، إذ ينتظر أن يقدم المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، إحاطة أخيرة أمام مجلس الأمن الدولي بعد خمسة أيام، من دون أن يرشح أي تطور في شأن الخلافات على تشكيلة الثلث الثالث من اللجنة، والتي كان يسعى دي ميستورا إلى حلها خلال الأسابيع الماضية. ولم تحدد الأمم المتحدة بعد موعد تسلّم المبعوث الجديد غير بيدرسن، مهام سلفه في شكل كامل. غير أن الجانب الروسي وجّه دعوة إلى بيدرسن لزيارة موسكو، بهدف إيضاح المقاربة الحالية للملف السوري، وآخر تطوراته. وتؤكد أوساط روسية أن من غير المعروف إلى الآن كيفية إدارة المرحلة الانتقالية بين دي ميستورا وخلفه، والتي يتوقع أن تستمر حتى نهاية كانون الأول المقبل.
وأشارت الصحيفة، إلى تطرق نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، إلى معضلة "عدم تمثيل القوى الكردية" في "اللجنة الدستورية"، خلال مشاركته في مؤتمر دولي حول ليبيا. وأوضح أن تأمين مثل هذه المشاركة قد يساهم في "تحييد النزعات الانفصالية".
المصدر: صحف
بواسطة :
شارك المقال: