العفش والصراع على الكرة السورية
لم يكن خافياً على أحد ضعف مستوى الكرة السورية في كل المحافل بقيادة رئيس الاتحاد الحالي فادي الدباس والذي وصل لمرحلة استياء جماهيري عام. مما دفع الكثير من الشخصيات الرياضية والشعبية للمطالبة باستقالته في أكثر من مناسبة.
وباتت الجماهير السورية وعشاقها بانتظار نافذة أمل للخلاص من سطوة الدباس على الكرة السورية كما وصفوها، مما جعل من محبي كرة القدم كالغريق الذي ينتظر قشة النجاة من الدباس وإدارته.
لماذا العفش؟
محمد عفش أحد أهم رموز الكرة السورية التاريخيين، ظهر في إحدى البرامج الرياضية وأعلن نيته في الترشح لرئاسة اتحاد الكرة بمواجهة فادي الدباس في الانتخابات المقبلة. وفي أقل من 24 ساعة ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في دعمها للعفش، بل ووصل في وصفها بمخلص كرة القدم في سورية والأمل البراق في سواد الليالي التي تعيشها الجماهير في الفترة الأخيرة.
وهذا ما جعل من فادي الدباس الاجتماع مع العفش في مقر الاتحاد. اجتماع لم تظهر نتائجه وما هي أغراضه بعد. فربما هي محاولة من الدباس من كسب ود الشارع الرياضي بضم العفش تحت جناحه. فما الذي يمثله محمد عفش؟ ولماذا العفش بالذات.
في فترة سابقة ترشح عبد القادر الكردغلي لرئاسة الاتحاد الكرة، وحصل على صوت واحد فقط. بالرغم من إن الكردغلي لا يقل أهمية عن العفش. فما الذي يقوي من حظوظ العفش عن باقي أساطير الكرة السورية.
محمد عفش استلم دفة القيادة في نادي الاتحاد الحلبي وحقق نجاح كبيراً في العمل الإداري الرياضي، هذا ما لم تظهر الأسماء الرياضية الكبيرة.
فالعمل الإداري الرياضي لا يشترط نجاح الأسماء الرياضية الرنانة. قد تنجح في العمل الفني ولكن للعمل القيادي لها شروط أخرى وأساليب أخرى. وهنا تكمن أفضلية العفش عن غيره من النجوم الكروية الأخرى.
تحالف العفش والسيد:
بعد نكسة كأس آسيا الأخيرة التي حلت على كرة السورية، وخروج المنتخب الأول بتواجد جميع نجومه الكبار من الباب الضيق. بدأت الأصوات المطالبة برحيل رئيس الاتحاد مباشرة. وظهرت على العلن الشخصيات الرياضية المعارضة لسياسية الاتحاد الحالي والتي ساندت سخط الجماهير وعلت طلباتها بطلب الاستقالة.
أول من بدأ بهذه المطالب نجم المنتخب السابق ماهر السيد. والذي صرح في أكثر من مناسبة وفي أكثر من لقاء ضرورة استقالة الدباس، لأنه فشل في تحقيق أدنى متطلبات الجماهير السورية.
"السيد" وبما يمثله كأحد رموز الزمن الجميل، هو الأخر وجد في محمد عفش ضالته في إزاحة فادي الدباس. وشكل معه حلفاً قوياً للدخول في الانتخابات القادمة. لعل هذا الحلف يكون المخلص.
حلف العفش والسيد يعتبر حالياً من أهم ما شكل في الفترة السابقة من أجل خلاص الكرة السورية. فمحمد عفش كابتن المنتخب في التسعينيات، ابن مدينة حلب ونادي الاتحاد تجتمع كل المحافظات السورية في حبه. وماهر السيد أيضا كابتن المنتخب في أوائل الألفية، ابن مدينة دمشق ونادي الوحدة. لا يتخلف في عشقه أحد في سوريا.
من الأقوى المال أو التاريخ؟
وبالتالي اتحاد النجمين يرمزان لاتحاد العاصمة السورية دمشق والعاصمة الرياضية حلب وكل ما يمثلها من قاعدة جماهيرية كبيرة على الأرض. قد يكونوا القوة القادرة على إزاحة الاتحاد الحالي، والرقي في كرة القدم. ومن يعلم فقد يخرج الحلف الثنائي بمفاجأة أخرى ليصبح الحلف الثنائي ثلاثي أو رباعي يجمع الاساطير في بوتقة واحدة. يعيد للكرة السورية بريقها الذي غاب بوجود فادي الدباس.
هنا يبقى أمامنا سؤال سيفرض نفسه في الأيام القادمة.
بوجود رؤساء الأندية كأعضاء مصوتين مع أخرين من الذي سينجح في الأخر؟
هل سيستطيع حلف النجوم التغلب على مصالح المصوتين الشخصية؟
أم إن سطوة المال ستكون لها الكلمة الفصل على سطوة التاريخ؟
شارك المقال: