Tuesday May 7, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

العداوة التاريخية بين برشلونة وريال مدريد

العداوة التاريخية بين برشلونة وريال مدريد

حسّان يونس

حازت في السنوات الأخيرة  مباراة ريال مدريد وبرشلونة أو "الكلاسيكو" على اهتمام بالغ من الجماهير الرياضية حول العالم، حتى أنها تجاوزت في أرقام مشاهداتها المباراة النهائية لكأس العالم، حيث يتابع هذه المباراة التي تجمع بين اثنين من أنجح أندية كرة القدم في العالم مئات الملايين من المشاهدين.

ومصطلح الكلاسيكو لم يدخل حيز الاستخدام العام، حتى بداية القرن الحادي والعشرين، عندما أصبح من الواضح أن التنافس في هذه المباراة يتجاوز مسألة الرياضة، والسبب في ذلك أن برشلونة يمثل إقليم كتالونيا المطالب بالاستقلال السلمي عن المملكة الإسبانية، والتي تدعم بشكل غير مباشر فريق العاصمة، حتى أنه يُلقب بـ"الملكي"، وعلى الرغم من أنّ مدينة برشلونة تقع في منطقة كتالونيا، وتلك المنطقة تقنياً تقع تحت إدارة إسبانية لكنها تتحدث لغتها الخاصة ولها علم خاص وتاريخ خاص من الكفاح ضد القوة السياسية المتمركزة في العاصمة مدريد، مما جعل المنافسة تخرج عن الإطار الرياضي، إلى السياسي، ويدعم هذا الأمر بعض اللاعبين بتصريحاتهم بعد المباريات، والتي تثير الجدل لأيام في الصحافة الإسبانية والكتالونية.

دي ستيفانو  والزعيم الفاشي "فرانكو"

لم تغب الإثارة والصراع بين قطبي الكلاسيكو على الصفقات، وكان دي ستيفانو هو أحد هذه التعاقدات التي أثارت جدلاً واسعاً ، خاصة أن اللاعب جاء إلى إسبانيا للعب في صفوف برشلونة ، لينتهي به الأمر في ريال مدريد ، وهي الصفقة التي أطلقت عليها الصحافة الإسبانية وصف: "السرقة المدريدية" .

وتبدأ قصة دي ستيفانو في عام 1952 ، عندما أعرب قطبا الكرة الإسبانية عن رغبتهما في التعاقد مع اللاعب الأرجنتيني ، خلال فترة احترافه بفريق ميوناريوس الكولومبي ، الذي هرب له بعد أزمة طالت فريقه الأصلي ريفربليت الأرجنتيني، لكن انتقاله إلى الفريق الكولومبي لم يكن مؤطراً رسمياً من قبل الفيفا، وكانت هذه هي الثغرة التي استغلها النادي الملكي لخطف الأسطورة الأرجنتيني، فبعد أن اتفقت إدارة برشلونة مع ريفربليت على ضم اللاعب ، لم يوافق الاتحاد الإسباني على إتمام الصفقة من دون موافقة إدارة ميوناريوس .

وفي الوقت الذي توجه دي ستفيانو إلى برشلونة ليرتدي قميص برشلونة استعداداً لتقديمه في صيف عام 1953، رفض الاتحاد الإسباني إتمام الصفقة، وتزعم بعض المصادر أن ضغطاً سياسياً من الديكتاتور الفاشي فرانكو رجح كفة النادي الملكي في التعاقد مع النجم الأرجنتيني .

وأثناء مماطلة الاتحاد الإسباني، نجح ريال مدريد في إقناع ميوناريوس بالتعاقد مع اللاعب الذي كان ينتهي عقده مع الفريق في 1954، ليشتري حقوقه قبل برشلونة، ويتحول بعدها الصراع من الأرجنتين وكولومبيا إلى مدريد وإقليم كتالونيا .

وبعد صراع طويل قرر الاتحاد الإسباني أن يلعب النجم الأرجنتيني موسمين لكل فريق، وهو ما وافقت عليه إدارة النادي الكتالوني في البداية، قبل أن تستسلم، وتبيع باقي حقوق اللاعب للغريم التقليدي ، الذي خرج فائزاً بكل شيء في المعركة التي لا يزال صداها يتردد إلى يومنا هذا .

إ

 

 

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: