Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

على قارعة الطوابير

على قارعة الطوابير

خاص/ إيمان عبدالمجيد

بسام يقف في طابور طويل لا يستطيع أن يبصر نهايته يقول: «لا أدري أن كنت أعاني من ضعف بالنظر أم أن الطابور ليس له نهاية».

يشرح بسام لجريدتنا أنه لاينفك من طابور البنزين ليلحق على عجلة بطابور الخبز، ولتكون من إحدى إنجازاته اليومية الحصول على ربطة الخبز ومخصصاته، ليعود للمنزل ويدرك وقته الضائع بين الطوابير وحجم الإجازات الساعية واليومية التي أخذها من عمله لأجل الحصول على احتياحاته اليومية، ولتفادي ضياع فرصته بامتلاكها.

وعند سؤاله عن عمره وحالته الاجتماعية وعمله، أجاب بعد تنهيدة طويلة مملوءة بالحسرة، أنه يبلغ من العمر 40 عاماً ومتزوج ولديه 3 أطفال، ويعمل بإحدى الدوائر الحكومية، وقال: «لاأخفي بأنني أشعر بالتعب وبثقل المسؤولية لتأمين أبسط احتياجات أسرتي الطبيعية، فأن كنت أعاني من الدخل المحدود، الحكومة لا تحاول أن تكف عن زيادة ثقل الأيام على كاهلنا، الذي انقسم من شدة الحمل، ولم يعد يوجد مايجعلنا قادرين على النهوض بيومنا».

ليقابله عجوز مكفهر الوجه يجاهد دمعه عنوة من مغادرة عينيه، خطوط وجهه عميقة تحمل بين طياتها كمشة هموم يقول: «قدماي لم تعد تساعداني على الوقوف وصحتي منهكة، لم يعد همي الوباء الذي حل في العالم، مايشغل تفكيري كيف سأحصل على رغيف يسكت جوع معدتي، أين الحكومة السورية من الأقوال الخالدة لحافظ الأسد الذي تمسك بالرغيف ووعد بأن يكون متاح للمواطن؟».

ربما الحكومة السورية التي تدعي خدمة المواطن في كل تصريح لأحد وزرائها، قد أخطأت فهم هذه الجملة لأنها بدل من خدمته تحاول إذلاله والأدلة كثيرة من أزمات وطوابير وغلاء وتقنين بكل شيء.

في الزمن الغابر كان هناك مشهد نادر للطابور، لكن منذ ولادة الفكرة الذكية التي جاءت تحت عنوان التنظيم والعدل في التوزيع الذي يطبق على المواطن العادي والموظف البسيط دون أن يسري على أصحاب المناصب، تفاقمت أزمة الطوابير، وباتت رؤيتها أمر طبيعي، وبات المواطن على قارعة الانتظار.

ليكون أمس هو إعلان تحديث جديد لنظام الطوابير وليكون الخبز المدعوم هو الهدف بتحديد آلية توزيع جديدة، وذلك وفق نظام الشرائح في جميع مخابز دمشق وريفها واللاذقية بحسب ما أعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك.

ووفق الآلية الجديدة لبيع مادة الخبز التي تم البدء بالعمل فيها أمس فأنه يحق يومياً للعائلة المؤلفة من شخص أو شخصين الحصول على ربطة خبز واحدة، والتي تتكون من ثلاثة أو أربعة أشخاص على ربطتين،  والمكونة من خمسة أو ستة أشخاص على ثلاث ربطات، ومن سبعة أشخاص وما فوق على أربع ربطات، أي بمعدل 4 أرغفة لكل شخص لاغذاء له يسكت به جوع معدته في الغلاء الذي يعيشه سوى رغيف العيش.




المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: