Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

على بعد 15 كيلو متر.. حين سمحت روسيا لـ«إسرائيل» بقصف اللاذقية!

على بعد 15 كيلو متر.. حين سمحت روسيا لـ«إسرائيل» بقصف اللاذقية!

هناك.. على بعد 15 كيلو متراً من ميناء اللاذقية، قاعدة عسكرية روسية تسمى «قاعدة حميميم»، تستقبل أعتى العتاد الروسي.

على الأطراف الشمالية لهذه القاعدة منظومة دفاع جوي متطورة، تدعى «إس 400»، قادرة على حماية سوريا من أهداف معادية على مساحة تتجاوز جزيرة قبرص!.

المنظومة تكشف الأهداف الجوية على بعد 600 كيلومتراً، ويبلغ المدى المجدي لصواريخها 400 كيلو متراً، كما يستجيب النظام فيها للهدف في أقل من 10 ثوانٍ.

رغم كل ما ذكرناه سابقاً فإن صواريخ حميميم لم تحرّك ساكناً لصد صواريخ إسرائيلية، ضربت ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية التجاري مرتين خلال شهر واحد!.

المرة الأولى: في السابع من هذا الشهر.

والمرة الثانية: في الثامن والعشرين من الشهر نفسه.

إذا كانت رادارات «حميميم» الروسية لم ترصد الصواريخ الإسرائيلية القادمة لضرب ميناء اللاذقية.. فتلك مصيبةٌ، وإذا كانت قد رصدتها فالمصيبة أكبرُ!

بمعنى آخر.. إذا كانت قاعدة حميميم لم ترصد الطائرات والصواريخ الإسرائيلية فهذا فشل عسكري ذريع لأقوى أنظمة الدفاع الجوي الروسية، وإذا كانت رصدتها ولم تتصدى لها، فهذا مايسميه الرأي العام.

في سوريا تواطؤ!

كل شيء باتفاق!

بالتأكيد، لا يمكن تصديق أن الرادارات الروسية لم ترصد الصواريخ الإسرائيلية.

أكثر من ذلك.. القيادة العسكرية الروسية في حميميم على علمٍ مسبق بالغارة الإسرائيلية قبل حدوثها، وهذا ليس تجنّياً.

هل تذكرون حادثة إسقاط الطائرة الروسية قبالة سواحل اللاذقية خريف 2018؟

في ذلك الوقت.. أسقطت الدفاعات الجوية السورية طائرة تجسّس روسيّة عن طريق الخطأ، أثناء تصدّيها لغارةٍ إسرائيليّة في أجواء اللاذقيّة، بسبب استخدام الطائرات الإسرائيلية للطائرة الروسية كغطاء أثناء الهجوم الجوي.

وقتذاك حمّلت وزارة الدفاع الروسية «إسرائيل» المسؤولية عن إسقاط طائرتها، وكشفت أن الجيش الإسرائيلي لم يُعلم قاعدة حميميم بتنفيذ الغارة إلا قبل حدوثها بدقيقة واحدة فقط.. وأيضاً ذكرت الوزارة أن «إسرائيل» ضللتها بخصوص مكان القصف، حيث أخبرتها بأنها ستضرب شمال سوريا، فيما كان القصف غرباً.

غضبت روسيا من الطعنة الإسرائيلية، وقررت تسليم منظومة «إس300» لسوريا، يبدو أنها حددت شروطاً مجحفة لاستخدامها ولم تسمح باستعمالها حتى الآن!

بل إن غضب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو دفعه للإعلان عن إطلاق الجيش الروسي منظومة «التشويش الكهرومغناطيسي» في منطقة البحر المتوسط المحاذية لسواحل سوريا، لمنع أي هجوم على الأراضي السورية.. ويبدو أيضاً أن منظومة «التشويش» هذه لم تدخل حيز التنفيذ وبقيت حبراً على ورق!

اختصرت روسيا توبيخها لـ«إسرائيل» حينها بجملة مهمة هي أن: «إسرائيل» انتهكت اتفاق عام 2015!

فما هو هذا الاتفاق؟

أيلول 2015.. اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي حينها بنيامين نتنياهو على آلية مشتركة لتجنب أي احتكاك جوي فوق سوريا.

إذاً.. كل تحرك عسكري جوي إسرائيلي ضد سوريا يتم بالتنسيق والعلم المسبق للقيادة العسكرية الروسية في «حميميم».

البعض يقرأ الموقف الروسي من مبدأ أن موسكو تمسك العصا من الوسط، ولا تريد التدخل في نزاعات سوريا الإقليمية، وأنها جاءت في مهمة محددة هي «محاربة الإرهاب».

لكن البعض الآخر، يرى أن الضمانات الروسية لخصوم سوريا بعدم التدخل، تضع موسكو في موقف محرج، تظهر فيه القيادة الروسية وكأنها متورطة في هذه الهجمات.

فإلى متى ستبقى روسيا تمسك العصا من الوسط؟!

https://www.facebook.com/349818865578963/videos/293509682591865

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: