Friday April 19, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

اكتشاف تراثي يدعم هوية "كراكوز وعيواظ " السورية في مواجهة الادعاءات التركية

 اكتشاف تراثي يدعم هوية  "كراكوز وعيواظ " السورية في مواجهة الادعاءات التركية

محمد الواوي

كشف في مدينة حلب أول البارحة صندوق مدفون أثري يحتوي أكثر من 150 دمية من شخصيات "كراكوز وعيواظ" الشهيرة، بما يمكن أن يحدث تغييراً كبيراً ويدعم الهوية السورية لهذا التراث في مواجهة الادعاءات التركية لإدراجه على قائمة منظمة (اليونسكو) للتراث الثقافي غير المادي.
وفي تفاصيل القصة التي يرويها الباحث والمحامي علاء السيد، فقد حمل الشاب الأرمني "أبكر كناجيان" مواليد 1895 صندوقه الخشبي هارباً من المذابح التي كادت تصل إلى مدينته أورفا في عام 1915، وحافظت أسرة "أبكر" على الصندوق مغلقاً في مكان أمين وتوارثته أباً عن جد، وعندما توفي "أبكر" حوالي عام 1940 كان الصندوق أمانة في عنق ابنه "أرتين" ثم انتقلت الأمانة إلى "بيدروس" وهو صاحب مطعم وفندق (أبو أرتين) في جبل أريحا، المطعم الذي اشتهر عالمياً بتقديمه وجبه " اللحمة بكرز" الفريدة من نوعها.
وبعد وفاة أبو أرتين حمل ابنه الأكبر "أرتين" أمانة المطعم ومعها أمانة صندوق جده الأكبر "أبكر". لكن بعد تدمير المطعم و الفندق في أريحا؛ سافر معظم أفراد العائلة وقبع الصندوق بانتظار من يعيده للحياة، إلى أن عادت الحفيدة "سونا تاتويان" من المغترب لتبحث عن الصندوق المخبأ، فتوجهت "سونا" عندما وصلت حلب إلى حارات مدينتها القديمة، وتكللت عملية البحث بالعثور على الصندوق الخشبي وفيه ما يزيد على المائة وخمسين قطعة سليمة تماماً من هذه الدمى الفريدة التي لا تقدر بثمن.
"كانت الدموع تسيل على وجهها وهي تخرج دمى جدها من الصندوق لترى الضوء مجدداً، كانت تشعر أن جدها قد عاد للحياة" هكذا يصف الباحث علاء السيد المشهد أثناء مرافقته لها.
وقال السيد في اتصال مع "جريدتنا" : اكتشفنا الصندوق أول البارحة في بيت جد سونا المهجور منذ وفاة جدتها في منطقة السليمانية في حلب.
وترجع أهمية الاكتشاف كما يوضح السيد، إلى القيمة الفنية للقطع المصنوعة من جلد الجمل الطبيعي المعامل يدوياً، فكل قطعة هي عبارة عن لوحة فنية، وثانياً أن كل الناس تعرف 5 أو 6 شخصيات كراكوز وعيواظ ، في حين وجدنا في الصندوق أكثر من 150 شخصية،  وهو ما يعني أن المسرح أوسع بكثير مما نعرف ومواضيعه متنوعة بشكل كبير.
ويكمل السيد حديثه " الدمى ستضيف قيمة إلى مجموعتي الشخصية النادرة من هذه المسرحيات المسجلة بالصوت الأصلي للخليلاتي الحلبي محمد الشيخ والتي تعود لعام 1915 م وهي عبارة عن اثني عشر تسجيلاً فقط".
وأشار السيد أنه بعد اكتشاف الصندوق يمكن أن يكون عدد النصوص المسرحية الشعبية لا محدود، وهو تغيير كبير في مسرح (كراكوز وعيواظ)، الذي تهتم بتوثيقه حالياً منظمة (اليونسكو)، خاصة مع وجود تنافس كبير بين سوريا وتركيا على الملف.
 وأكد السيد العمل بالتعاون مع (الأمانة السورية للتنمية) لترسيخ الهوية السورية لهذا التراث، وخصوصاً أن لا أحد في تركيا يمتلك هذا العدد من الدمى التي حملها الصندوق المكتشف ومع التسجيلات الصوتية المتوارثة عائلياً منذ مئة عام سنعطي قيمة مضافة لدعم الأحقية السورية.
وبين السيد أن سونا، المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، ترغب بتمديد إقامتها في سوريا، وهي لا تنوي إخراج الدمى خارج البلاد، حيث تحلم بإنشاء مركز مرخص تحت مسمى (الحكواتي) لعرض القطع فيه بما يعيد إحياء هذا التراث اللامادي المعرض للانقراض من خلال طرح موضوعات حديثة.


المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: