Tuesday May 7, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«اكتسبنا منتخباً شاباً».. «الأسطوانة» المعتادة بعد كل إخفاق

«اكتسبنا منتخباً شاباً».. «الأسطوانة» المعتادة بعد كل إخفاق

كثيرة هي الإخفاقات التي تتعرض لها الرياضة السورية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص، والأكثر من ذلك هو حجم الآمال التي يعلّقها الشارع الرياضي على إنجازات محتملة.

قبيل بطولة كأس آسيا عام 2011، نجح المدرب الوطني فجر إبراهيم في قيادة المنتخب إلى النهائيات الآسيوية، لكن، ولأن الأداء كان دون الطموح خلال التصفيات، طالب البعض بمدرب استثنائي للبطولة الآسيوية.

حينها جاء مدرب نادي الاتحاد، تيتا فاليريو، المنتشي ببطولة كأس الاتحاد الآسيوي، ليقود الحلم السوري في النهائيات الآسيوية.

وضعت القرعة المنتخب السوري في مجموعة صعبة للغاية، اليابان المدجج بالنجوم، والأخضر السعودي، ومنتخب النشامى الأردني.

دخل المنتخب السوري البطولة وعينه على اقتناص المركز الثاني على أقل تقدير، والتأهل لأول مرة إلى الدور الثاني من البطولة الآسيوية، خاصة وأن المنتخب يضم لاعبين من طراز رفيع.

فوز غير متوقع على السعودية بهدفي عبد الرزاق الحسين، قبل أن تعيد اليابان السوريين إلى أرض الواقع بخسارة دراماتيكية، وإن كانت غير مستحقة، ليدخل المنتخب السوري مباراة الأردن ضامناً للفوز، فقاده الغرور إلى الخروج من البطولة خالي الوفاض، كما جرت العادة في البطولات القارية.

وماذا اكتسبنا حينها؟ منتخباً شاباً يمكن البناء عليه لا أكثر

سنوات مرت، والمنتخب لم يحقق أي شيء يذكر، وعاد إلى نقطة البداية، تخبط إداري وضياع فني وتوديع للتصفيات المونديالية والخروج من الباب الضيق.

ذلك المنتخب الذي عوّل الكثيرون على البناء على تجربته الناجحة -نوعاً ما- في النهائيات الآسيوية، خابت توقعاتهم بعد وقتِ قصير، حيث عادت الأمور أسوأ مما كانت عليه.

التجربة نفسها تكررت في تصفيات مونديال 2018، فجر إبراهيم يقود المنتخب إلى التصفيات النهائية وتتم إقالته، لكن هذه المرة كان البديل المدرب الوطني أيمن الحكيم، الذي قدّم واحدة من أجمل نسخ المنتخب السوري على مر التاريخ.

وصل المنتخب عام 2017 إلى الملحق الآسيوي، بعد مستويات فنية عالية قدّمها خلال مراحل التصفيات، لكن المنتخب خرج أيضاً خالي الوفاض بعد فشله في بلوغ الملحق العالمي.

وماذا اكتسبنا حينها أيضاً؟ منتخباً شاباً يمكن البناء عليه لا أكثر

تكرر الأمر نفسه بعد هذه التصفيات، سوريا قدّمت واحدة من أسوأ نسخها خلال بطولة كأس آسيا في قطر، واستمر التخبط والضياع والمحسوبيات، وهنا اكتشفنا أن المنتخب "ضحية صراعات لا أكثر".

وخلال الأشهر الماضية استمر التخبط والضياع في المنتخب الأول، وتذيلت سوريا فرق مجموعتها في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، بعد أداء أقل ما يوصف به أنه كارثي، على الرغم من تعويل الجمهور السوري على المدرب الوطني نزار محروس، إلا أن تلك الأحلام ذهبت أدراج الرياح.

الاتحاد السوري أقال المحروس وأعاد تعيين المدرب تيتا فاليريو ليقود المنتخب في بطولة كأس العرب، وبنفس طريقة أمم آسيا 2011 تماماً ودّعت سوريا كأس العرب، فوز غير متوقع على تونس وخسارة دراماتيكية أمام موريتانيا وأخرى مستحقة أمام الإمارات.

وماذا اكتسبنا الآن أيضاً؟ منتخباً شاباً يمكن البناء عليه لا أكثر

بعد هذه البطولة بأشهر وربما أسابيع سيرحل تيتا، ويعيدون فجر ويطالب الجمهور بنزار ويتفاوضون مع مدرب أجنبي ويعينون أيمن الحكيم، وسنتنّقل بين إخفاق وإخفاق وطفرة.

سنوات طويلة من تاريخ الرياضة وكرة القدم في سوريا، لم نبنِ شيئاً إلا الفشل، ولم نحقق شيئاً سوى الإخفاقات، فالمشكلة لم تكن يوماً في جودة لاعب أو فكر مدرب، بل في عقلية إدارية تقود الرياضة السورية إلى الفشل دوماً.

المصدر: خاص

بواسطة :

Deeb Sarhan

editor

شارك المقال: