أحياء حلبية تحت رحمة الأمبيرات
بعد أن كانت أحياء حلب تتغذى بالتيار الكهربائي لمدة تتفاوت بين 8 إلى 12 ساعة يومياً، الأمر الذي أرهق المواطنين في ظل موجة الحر "اللاهب" إضافة إلى انقطاع الأمل من التخلص من عقدة مولدات "الأمبيرات"، وإنهاء حقبة الاستغلال الطويلة من حيث تحكم أصحاب المولدات بعدد ساعات التشغيل والتحكم بالأسعار دون رقيب، ارتفعت ساعات التغذية الكهربائية اليومية في مدينة حلب خلال الأسبوع الماضي إلى أكثر من 20 ساعة يومياً.
وبعد تنفيذ المرحلة الأولى من عملية مد الشبكة الكهربائية في حزيران الفائت وتوصيلها إلى أحياء حلب المطهرة والتي لم يصلها التيار الكهربائي منذ تحرير مدينة حلب قبل 3 سنوات تقريباً ، وبعد أن تم وضع 12 مركزاً تحويلياً في الخدمة باستطاعات مختلفة في أحياء باب النيرب ومركز "الهجرة والجوازات" وحي "الكلاسة" و"بستان القصر" و"باب جنين" و"سوق السقطية"، كثرت في الآونة الأخيرة العديد من التساؤلات من قبل أهالي "الحيدرية" و"الهلك" و"بستان الباشا" فيما يخص عودة التيار الكهربائي إلى مناطقهم واعتمادهم حتى الآن على الأمبيرات بشكل كلي، إضافة لشكاوي أخرى تتعلق بمصير العدادات المسروقة في أحيائهم.
حيث جالت جريدتنا في شوارع الحيدرية والهلك وبستان الباشا والتقت إبراهيم حميدوش أحد القاطنين في حي الحيدرية، الذي أكد الغياب الكلي للكهرباء (النظامية)، مضيفاً «14 ساعة كهرباء عالأمبير وبدفع 2000 ليرة سورية بالأسبوع " أي بمقدار 8 آلاف ليرة شهرياً، ومن خلال متابعة جولتنا تبين أن معظم الأهالي يعتمدون بشكل أساسي على مولدات الأمبيرات بساعات تشغيل يومية تتراوح بين 9 إلى 14 ساعة يومية " وكل شي بحسابو"».
وفي لقاء مع جريدتنا أكد مدير الشركة العامة لكهرباء حلب المهندس "محمد الصالح" أن «الضرر الذي لحق بالمنظومة الكهربائية كان كبيراً جداً، وأن عملية إعادة التأهيل تحتاج إلى وقت، وفيما يتعلق بموضوع العدادات المسروقة أوضح الصالح أنه يتم تقديم طلب ورقي في النافذة الواحدة التابعة للتغذية الكهربائية في المؤسسة العامة لكهرباء حلب».
وأشار الصالح إلى أنه تم إصدار كتاب من وزير الكهرباء محمد خربوطلي في بداية العام الحالي من أجل إعفاء المواطنين المتضررين في الأحياء التي تعرضت للحرب وتمت سرقة العدادات الكهربائية لديهم من بند وجود ضبط شرطة وهي إحدى المهام المنوطة لتسهيل أمورهم، وبعد أن يتم تبرئة الذمة من قبل المواطن تقوم لجنة بالكشف على الأضرار، مؤكداً أنه لم يتم إعفاء أي متضرر من الضرائب لأن الإعفاء يحتاج إلى مرسوم رئاسي بعد إقراره من قبل مجلس الشعب.
وفيما يتعلق بكميات التغذية الواردة إلى حلب أوضح مدير عام شركة الكهرباء بحلب أن جميع أحياء حلب تدخل في نطاق التغذية الكهربائية الواحدة بحيث يتم توزيع الكمية المخصصة للمحافظة بالتساوي، إذ وصلت ساعات التغذية بين 20 إلى 22 ساعة يومياً وهذا التحسن سببه زيادة الكميات الواردة إلى حلب حيث وصلت إلى 270 ميغا واط من خطي حماه وسد تشرين الأمر الذي ساهم في تحسن التيار الكهربائي واستقراره.
للتذكير أن عودة التيار الكهربائي إلى بعض أحياء مدينة حلب التي تعرضت للدمار تشكل المرحلة الأولى في التغذية الكهربائية وبعد أن أطلقها وزير الكهرباء محمد زهير خربوطلي أثناء تواجده في نهاية شهر حزيران وسط ابتهاجات الأهالي واعداً بأن التيار الكهربائي سيصل إلى كل شبر تم تحريره في نهاية العام الحالي، يبقى أهالي بعض الأحياء في انتظار "الفرج الموعود".
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: