احتجاجات لبنان التي أحرجت الإعلام الحرّ!
مع اندلاع الاحتجاجات في لبنان تشرين الأول 2019، استطاعت "صحافة المواطن"، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، منافسة وسائل الإعلام التقليدية في الوصول إلى الجمهور، بسبب سرعته في تناول الأخبار ومقاطع الفيديو، بينما يؤخذ على المحطات التلفزيونية تحيّزها لشخصيات سياسية أو اقتصادية مستهدفة من قبل المحتجين. تجاوزت صفحات التواصل الاجتماعي مهمة نقل الخبر وعرض الحدث عبر البث المباشر، لتتحول إلى منصات لاستطلاع الرأي، ونشر دعوات للاحتجاج والإضراب وغيرها، فقد كانت إحدى الصفحات تنشر دعوات لإغلاق المرافق العامة بعد فتح الطرقات، كما أجرت استطلاعاً للرأي حول إمكانية وقف التظاهرات ومراقبة الحكومة لفترة محددة، بينما أنشأ أحد المواقع خريطة تفاعلية للتظاهرات وحجمها في المناطق اللبنانية، وكذلك الطرقات المقطوعة. أما المحطات التلفزيونية اللبنانية فقد كان لها موقفها من الاحتجاجات، الذي تحكّم في طريقة تغطيتها، إما عبر التقليل من تغطية التظاهرات، في فترات معينة، وحتى تجاهلها تماماً في بعض الفترات، أو تغطية مناطق محددة دون غيرها، أو القيام باستفزاز الشارع المعارض أكثر لتهييج المتظاهرين ضد الحكومة من قبل المحطات التابعة لمعارضي الرئيس عون، وهناك بعض المحطات التلفزيونية لم تنقل مشاهد المظاهرات أمام مصرف لبنان المركزي، وقيل إن ذلك يعود لمنحها قروضاُ من المصرف المركزي بفائدة رمزية. ربما يكون الإعلام اللبناني الأكثر حرية قياساً بالإعلام العربي عموماً، لكن هذه الحرية وبنظرة بسيطة على خلفية وسائل الإعلام اللبنانية فهي مملوكة أو تابعة لجماعات سياسية، تتقاسم النفوذ في لبنان، في ظل ضعف دور الدولة، وبالتالي فكل وسيلة إعلامية محمية من جماعتها، وكأن الحرية في لبنان توافقية كما الديمقراطية!.. وقد أثبتت احتجاجات لبنان أن الحرية لها حدود تقف عند مصالح من يملكون الوسيلة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: