4دوري أبطال اوروبا .. ملحمة لم تنته بعد
وسام الحداد
من جديد ومثل النسختين السابقتين، بدأت النسخة الثالثة من الكأس الأوروبية ومرة أخرى بدأت البطولة بالتوسع وطلبت جمهورية إيرلندا وإيرلندا الشمالية وألمانيا الشرقية بالانضمام إلى البطولة فيما تأخرت تركيا بتسجيل ممثلها بشكتاش مما جعلها غائبة عن هذه النسخة، فيما شارك فريق إشبيلية الاسباني بالنسخة رغم عدم فوزه ببطولة الدوري المحلي لوجود ريال مدريد كحامل للقب.
وفي الرابع من أيلول/سبتمبر 1957 انطلقت النسخة الثالثة من دورها التمهيدي.
من إنكلترا دخل ممثل مانشستر يونايتد وهدفه إقصاء ريال مدريد من اللقب، مدرب الفريق مات بوسبي أعد العدة بفريق مدجج بالنجوم الشباب على رأسهم دانكن إدواردز وبوب تشارلتون وقد أخذوا خبرتهم الأوروبية من النسخة التي سبقتها، هذا الفريق سمي بأولاد مات بوسبي. واستهل النسخة الجديدة بفوز عريض على شامروك روفيرز الإيرلندي 9-2 بمجموع المباراتين.
في الدور الأول لم يجد كل من ريال مدريد حامل اللقب وميلان الإيطالي ومانشستر يونايتد صعوبة في تخطي هذا الدور، وفي الدور الربع نهائي شهد للمرة الأولى لقاء يجمع فريقين من نفس البلد بين ريال مدريد وإشبيلية والذي انتهى رياليً خالصا 10-2 بمجموع المباراتين.
في إنكلترا أطفال مات بوسبي مانشستر يونايتد تخطوا فريق النجم الأحمر اليوغوسلافي بهدفين لهدف، وفي الإياب تعادلوا مع مستضيفهم بثلاثية لكل فريق.
وبدا إن النجوم الإنكليزية قاب قوسين لإيقاف المد الأبيض على البطولة بعد عدة مباريات أظهروا فيها قوتهم والكل راهن على بوسبي وفريقه في حصد أول لقب إنكليزي في البطولة.
في السادس من شباط/ فبراير حبطت طائرة فريق مانشستر في ميونخ للتزود بالوقود وعند الإقلاع حدثت الكارثة.
بعد عدة محاولات للإقلاع لم تقلع واصطدمت بالسياج الخارجي للمطار وتحطمت الطائرة.
وفي لمح البصر فقد مات بوسبي الكثير من أطفاله، فيما نجا مات بوبسي من الكارثة بعد صراع طويل من الإصابة في المشفى. فقد دانكن إدواردز أفضل لاعب في العالم وقتها حياته بعد عشرة أيام من الكارثة.
حبط خبر الحادثة كالصاعقة على مدينة مانشستر، ووصل بكائها على المفقودين وعلى فريقها كل أرجاء الكرة الأرضية، واتشحت مانشستر وانكلترا كلها بالسواد، وانتهى فريق لم تبدأ حقبته بعد.
رغم الحزن الكبير إلا إن مانشستر يونايتد أكمل البطولة بما تبقى من لاعبين وعززهم بلاعبين صغار والتقى مع فريق ميلان الإيطالي واستطاعوا تحقيق فوز في أولد ترافورد بهدفين لهدف لكن في لقاء العودة تكبد الفريق خسارة برباعية نظيفة.
في الطرف الأخر، سحق ريال مدريد خصمه المجري فريق فاساس بأربعة أهداف دون رد في ليلة تألق فيها نجم الريال الفريدو دي ستيفانو مسجلا ثاني هاتريك له بعد السوبر هاتريك في شباك إشبيلية، ورغم خسارة الإياب بهدفين إلا أن حامل اللقب من جديد يضرب موعدا مع نهائي أخر بمواجهة ميلان الإيطالي في ملعب هيسيل في العاصمة البلجيكية بروكسل.
في النهائي وأمام 70 ألف متفرج انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، وافتتح ميلان التسجيل في الدقيقة 59 عن طريق شيافينو ليعادل دي ستيفانو النتيجة في الدقيقة 74، ليعود ميلان للتقدم من جديد بعدها بثلاث دقائق ويعادل الريال النتيجة أخرى بعدها بدقيقتين.
انتهى الوقت الأصلي واحتكم الفريقان للوقت الإضافي كأول نهائي تشهد أوقات إضافية واستطاع الجناح الطائر فرانشيسكو خينتو من تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة 107 مهديا اللقب الرابع للأبيض.
ومرة أخرى ريال مدريد يرفع كأس البطولة وسط احزان مدينة مانشستر القاسية.
شارك المقال: