100 ثانية على نهاية العالم
أنشأ مجلس إدارة «نشرة علماء الذرة» التابعة لجامعة شيكاغو الأمريكية عام 1947 ساعة رمزية، تُنذر بقرب نهاية العالم بسبب السباق الجاري بين الدول النووية، حيث إن وصول عقارب الساعة إلى وقت منتصف الليل يعني قيام حرب نووية تُفني البشرية، ويُشير عدد الدقائق التي قبل منتصف الليل إلى احتمال نشوب حرب نووية.
كانت الساعة مضبوطة عند سبع دقائق قبل منتصف الليل، وتغيرت 23 مرة حتى الآن، وبدأ تحريكها دقيقتين عام 1953، إلى 17 دقيقة قبل منتصف الليل عام 1991، أما توقيتها الآن فهو دقيقتين قبل منتصف الليل.
وتم تقديم الساعة أمس بمقدار عشرين ثانية إلى الأمام، ليفصلها عن منتصف الليل 100 ثانية فقط، وأشار خبراء إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران هو أحد عوامل تزايد التهديد النووي، بالإضافة إلى تغير المناخ، ونقل المعلومات الخاطئة في الفضاء الافتراضي.
وكشفت النشرة عن الإعلان خلال مؤتمر عُقد أمس، بعد إمضاء الأشهر الستة الماضية في مناقشة القرار مع مجلس رعاة النشرة، الذي يضم 13 من الحائزين جائزة نوبل.
وقالت راشيل برونسون، الرئيسة والمديرة التنفيذية للنشرة «إن الظروف النووية والمناخية تزداد سوءاً، وسيكون امتيازا هاما تحريك عقارب الساعة إلى الوراء، ولكن هذا ليس هو الحال».
وصرّح المدير العام لمعهد المشاكل الإقليمية، دميتري جورافليوف، أن تقديم عقارب ساعة يوم القيامة، يدل على تدهور الوضع في الساحة الدولية بسبب مجموعة من العوامل.
ورفض جورافليوف التعليق على نظرية تغير المناخ، قائلا إن الخبراء "لم يتفقوا بعد على هذه القضية المظلمة"، أما بالنسبة لإيران فهذا أمر خطير للغاية. وقال "حقيقة أن التصعيد قد توقف في الوقت الحالي هو نجاح كبير".
وأضاف الخبير أن العامل الأخطر هو توقف معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى بين الولايات المتحدة وروسيا، في رأيه، من الضروري إنشاء نظام جديد للاتفاقات حتى يتم تجاوز النقطة الحرجة.
ويتم تحريك الساعة استجابةً للظروف الدولية، وقد وصلت ذروتها عام 1953، عندما بدأ كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي بتجربة القنابل الهيدروجينية لمدة 9 أشهر متواصلة، وكانت بهذا أقرب مرة تصل فيها عقارب الساعة إلى أقل من دقيقتين من منتصف الليل، والتي إذا ما وصلت العقارب إلى نصف الليل يُفترض أن تقع حينها حرب عالمية نووية (حرب عالمية ثالثة).
وتم تحريك الساعة في 14 كانون الثاني 2012 إلى خمس دقائق قبل منتصف الليل بسبب عدم الجدية في مكافحة السلاح النووي، والنزاعات العالمية، وأحداث الربيع العربي، وخطر سقوط الأسلحة النووية بأيدي إرهابيين أو احتمال قيام نزاع مسلح في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى التغير المناخي.
وفي العام 2017، تم تحريك الساعة دقيقتين ونصف، بحيث أصبحت على بعد دقيقتين ونصف من منتصف الليل، بسبب فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما قد يُنذر بكارثة كونية وشيكة، وقد تم تقديمها مرة أخرى في كانون الثاني 2018 بمقدار 30 ثانية نتيجة لتهديدات كوريا الشمالية، بالإضافة إلى خطر ارتفاع درجة حرارة الأرض.
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: