Wednesday April 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

سوق الكيمر بالقامشلي.. أكلة الهدايا في أقدم سوق !

سوق الكيمر بالقامشلي.. أكلة الهدايا في أقدم سوق !

 

 

 عبد العظيم العبد الله

 

يجد الطالب الجامعي "محمد درغام" بأن زياراته إلى مدينة "القامشلي"، قادماً من جامعته "دمشق"، تكون بزيارة إلى "سوق الكيمر" على وجه السرعة، فالفطور على مقاعدها الخشبية البسيطة ومحلاته الضيقة وتناول "أكلة الكيمر" مع "كأس الشاي" لا تقدر بثمن، خاصة وأنها أكلة غير موجودة إلا في مدينتنا، وفي ذلك السوق تحديداً، والأجمل أن مشاركته الأكل تكون بأصدقاء وزملاء من خارج محافظته، ممن يشاركونه الزيارة في مدينته.

يعدّ "سوق الكيمر" أحد أقدم الأسواق في مدينة "القامشلي"، نشأ بظهور المدينة مع نهاية الثلاثينيات، عندما كان عبارة عن بسطات ثابتة في ذلك المكان، ولاحقاً بعد فترة قصيرة تحولت البسطات إلى محلات من الطين والتراب تباع فيها الخضار والجبن واللبن والبيض البلدي، وبعد عدة سنوات انتقل سوق الخضار إلى مكان آخر، وفي فترة الخمسينيات تصدى أحد أبناء المدينة إلى بناء السوق بشكل نظامي، عن ذلك تحدّث لجريدتنا "جوزيف سركيس": «قام والدي "عبد الكريم سركيس" بإنشاء هذا السوق وعدد آخر من الأسواق في المدينة، رغبة منه لدعم وتطوير مدينته تجارياً واقتصادياً وعمرانياً، طبعاً تصدى لهذا السوق خاصة، لأنه سوق ومطعم، وفيه عشرات الأنواع من المواد الغذائية والتموينية، رغم صغر السوق، لكنه كبير بعديد الأنواع والمواد التي تباع فيه».

يشكل السوق نقطة مهمة كونه علامة ربط و وصل بين الأسواق الأخرى الملازمة له كالسوق المركزي والأحذية والاتصالات والأقمشة، يحتوي على أكثر من 130 محلاً صغيراً، يبيع أصحابها جميع الأكلات الخاصة بالفطور من زيتون وجبن ولبنة وحلاوة وطحينة ومربيات وشاي وسكر وعسل، بالإضافة إلى محلات خاصة ببيع أكياس النايلون بمختلف الأحجام، والأهم أن عدد المحلات مخصص لبيع الكيمر وهي أكلة تشتهر بها المدينة، هي من مشتقات حليب الجواميس التي تعيش في المنطقة، أكلة دسمة جداً ومرتفعة الثمن، وهي غير مرغوبة التناول بشكل دائم، كونها دسمة جداً، طبعاً الكثير يفضل تناولها مع صحن من العسل أو مشروب الشاي، والكثير من الأسر تهدي زملاءها وأصدقاءها هذه الأكلة في المحافظات الأخرى، لما لها من لذة، والزوار القادمون من محافظات أخرى، حكماً لهم وجبة أو أكثر من الفطور لهذه الأكلة.

استطاع "الكيمر" أن يفرض اسمه على السوق، فالكثيرون يعرفونه بسوق الكيمر، علماً أن الاسم المدون له "سوق العراصة"، لكن شهرة وعراقة ولذة الكيمر فرضت اسمها على السوق وعلى جميع المواد الأخرى التي تباع فيه.

 

 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: