Thursday April 25, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الشباب السوري ضائع بين البقاء أو الهجرة

الشباب السوري ضائع بين البقاء أو الهجرة

جودي دوبا

للسنة التاسعة على التوالي، يبقى واقع المواطن السوري مرير وخاصة فئة الشباب، فأحلامهم تبعثرت، وأهدافهم ضاعت، ومستقبل مجهول عند الأغلبية العظمى، بعضهم يعول على الغد القادم بأمل كبير، وآخرين يرون أن المرحلة الحالية أفضل من المستقبل بكثير.

ولعل هذا الخوف الذي يعيشه الشاب السوري، يجعله يفكر جداً بالهجرة، ولقد أظهرت دراسة لعام 2016 أن نسبة الذين يرغبون في الهجرة الدائمة ارتفعت إلى 25 في المئة في عام 2016، وأنها نسبة مُرشحة للارتفاع في حال استمرار عوامل ودوافع الهجرة.

جريدتنا أجرت استطلاع لرأي مع فئة من الشباب حول رأيهم بالهجرة الدائمة

وائل مخللاتي" موظف قطاع خاص" يقول:" إن الأحلام في هذه البلاد للأسف لن تتحقق، لم أخرج في ظل الحرب من البلد، مبرراً أن هذه الحرب علينا جميعاً ومن غير الأخلاقي أن أتركها في تعبها، ومن المؤكد أنها عندما تتعافى ستعود أقوى مما كانت عليه، لكن للأسف كل المؤشرات تدل على أن القادم ليس جيداً، ورجال أعمال وشركات خلقت من مخلفات الحرب، ليس لهم دراية بسوق العمل، جمعوا الأموال ويريدون استعباد الناس، فأنا أفكر جدياً بالهجرة، أعتقد من واجبي اتجاه نفسي أن أحقق أحلامي العملية والمادية.

وجهات مختلفة

لم يكن نادر يرغب بالسفر بل أصر بالبقاء مع عائلته، ما جعله يجهد نفسه بأكثر من عمل ليحقق مستوى معيشي جيد في واقع الغلاء الذي تعيشه البلاد، ولكن يقول نادر: " الآن أسعى جاهداً للهجرة خارج البلاد، فأنا أعمل ثلاث أعمال ليصل مدخولي الشهري إلى "150" ليرة سورية، بينما أصدقائي في الخارج بعمل واحد يحصلون على رواتب مغرية، يأتون في إجازاتهم إلى سوريا، يأخذونني إلى منتزهات ومطاعم تجعلني أشعر أنا بالغربة، فمن المستحيل أن أدخلها بسبب غلائها".

كان لإبراهيم الحمصي" موظف قطاع خاص" رأي مخالف لنادر ووائل حيث يقول:" في ظل الأزمة فكرت جدياً بالهجرة، وسعيت كثيراً للخروج من البلاد سواء بطريقة شرعية أو تهريب، لكن الآن أرى الوضع أفضل والمستقبل القادم سيكون مزدهراً اقتصادياً.

توافقه رواء باشا "صحفية" بأن الهجرة كانت من أولوياتها مع بداية الأزمة، لكن ترى أن الوضع الحالي أفضل، ومن الممكن أن تسافر بعقد عمل في المستقبل، لكن ليس بهجرة نهائية.

وأخيراً لعل الهجرة الملاذ الوحيد لتحقيق أحلام الشباب السوري والبحث عن مستقبل أفضل، بعدما صعبت الخيارات المطروحة، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وقد يكون الهدف الأساسي للهجرة الفرق الشاسع بين متوسط الدخل في سوريا وخارجها، إضافة لضغوطات الحياة من تأمين للسكن، إلى جانب تناقص فرص العمل أو ندرتها حالياً، حتى للخريجين من الجامعات وحملة الشهادات العليا، فأصبح المواطن السوري يعيش لتأمين قوت يومه لا أكثر.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: